ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه!
فرأيت أن الصبر على هاتا أحجى.
فصبرت، وفي العين قذى، وفي الحلق شجا، أرى تراثي (1) نهبا.
حتى مضى الأول لسبيله، فأدلى بها إلى فلان بعده ".
ثم تمثل - عليه السلام - بقول الأعشى:
شتان ما يومي على كورها * ويوم حيان أخي جابر " فيا عجبا!! بينا هو يستقيلها (2) في حياته، إذ عقدها لآخر بعد وفاته!
لشد ما تشطرا ضرعيها (3).
فصيرها في حوزة خشناء، يغلظ كلمها (4)، ويخشن مسها، ويكثر العثار (5) فيها، والاعتذار منها.
فصاحبها كراكب الصعبة، إن أشنق لها خرم (6)، وإن أسلس لها تقحم (7)، فمني الناس - لعمر الله - بخبط وشماس (8) وتلون واعتراض (9).
فصبرت، على طول المدة، وشدة المحنة.
حتى إذا مضى لسبيله، جعلها في جماعة زعم أني أحدهم!