ترى - إن كان الأمر كذلك - فمن أين أتى هذا الطعن على الصحابة؟
ومن الذي وضع أسه، وأشاد بنيانه؟
أنحن، أهل هذه الأجيال المتأخرة كنا وراء كل ذلك، أم سبقنا إليه قوم آخرون؟
بحثت بجد فلم أجد حادثة في هذا الباب - بعد غياب النبي صلى الله عليه وآله وسلم - سبقت ما كان من عمر بن الخطاب في سعد بن عبادة يوم السقيفة: اقتلوا سعدا، قتل الله سعدا.
فكانت هذه هي أول سبة عرفها المسلمون فيما بينهم، وجثمان النبي الطاهر لم يودع بعد!
والذي تلقاها هو أحد النقباء، ومن أصحاب الشجرة، وممن شهد المواضع كلها، أو جلها.
ثم أعقب هذا بقليل إحاطة بيت علي وفاطمة عليهما السلام، وانتهاكه، وما صحب ذلك من تفاصيل تعدى ذكر أهمها.
ثم ما وقع من عمرو بن العاص، وجماعة من مسلمة الفتح بحق الأنصار من نيل، وطعن، وانتقاص كاد يثير فتنة كبيرة لولا أن دفع الله ذلك على لسان علي بن أبي طالب، والقثم بن العباس، وخالد بن سعيد بن العاص (1).
ثم جاءت (الدرة) التي لم ينج منها إلا من رحم ربي.
الدرة التي كانت تقع على رؤوس المهاجرين، والأنصار، والبدريين، وأصحاب الشجرة، فلا تتردد في النيل من كرامة أحدهم، أو أذاه!
وأحداث أخرى تعاقبت، سنمر على بعضها بالإشارة دون التفصيل.
وربما تعدى على أكثرها شهرة وصدى مقالة أم المؤمنين عائشة في الخليفة