وفي حديث آخر قال صلى الله عليه وآله وسلم: " وددت أني لقيت إخواني " فقال أصحاب النبي: أوليس نحن إخوانك؟
قال: " أنتم أصحابي، ولكن إخواني الذين آمنوا بي ولم يروني " (1).
ثم يأتي هذا التفضيل صريحا في حديث صحيح، هذا نصه:
عن أبي جمعة، قال: تغدينا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومعنا أبو عبيدة بن الجراح، فقال: يا رسول الله، أحد أفضل منا، أسلمنا معك، وجاهدنا معك؟
قال: " نعم، قوم يكونون من بعدي، يؤمنون بي ولم يروني " (2).
ويأتي مفصلا في حديث آخر رجاله رجال الصحاح، أخرجه الهيثمي عن عمر بن الخطاب، قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم جالسا، فقال:
" أنبؤوني بأفضل أهل الإيمان إيمانا ".
قال: يا رسول لله، الملائكة.
قال: " هم كذلك، يحق لهم ذلك، وما يمنعهم من ذلك وقد أنزلهم الله المنزلة التي أنزلهم بها؟ بل غيرهم ".
قالوا: " يا رسول الله، الأنبياء الذين أكرمهم الله برسالته والنبوة.
قال: " هم كذلك، ويحق لهم ذلك، وما يمنعهم وقد أكرمهم الله بالمنزلة التي أنزلهم بها؟ ".
قالوا: " يا رسول الله، الشهداء الذين استشهدوا مع الأنبياء.
قال: " هم كذلك، ويحق لهم، وما يمنعهم وقد أكرمهم الله بالشهادة؟ بل غيرهم ".