وجوابه، باختصار شديد:
أولا: ما الفرق إذن بين أن يقول صلى الله عليه وآله وسلم: " من كنت مولاه فعلي مولاه " أو أن يذكر أي شخص آخر، عندما يكون المعنى - كما يزعم - أنكم إذا عقدتم له البيعة فهو وليكم، وإلا فلا ولاية له عليكم!
هراء، ورب الكعبة.
ثانيا: إن هذا التأويل يأباه النص تماما، حيث يقول: " من كنت مولاه فعلي مولاه " وعليه فكل من كان داخلا في ولاية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهو داخل في ولاية علي عليه السلام، بما فيهم الخلفاء الثلاثة.
ثالثا: بناء على تأويلهم هذا فإن كل من مات من الصحابة قبل خلافة علي عليه السلام لم يكن داخلا في ولاية رسول الله، بما في ذلك الخلفاء الثلاثة!
وهذا أشد عليهم وأدهى، ألم ينظروا إلى النص الذي يجتهدون في تأويله، والذي يقول: من كان رسول الله مولاه فعلي مولاه؟
رابعا: إن القول بولاية علي عليه السلام بعد وفاة النبي مباشرة، أمر لا يحتاج إلى كثير إيضاح، اعتمادا على النص، وعلى العهد المعلوم لكافة الأنبياء مع أوصيائهم.
وخامسا: ثم ماذا أبقوا - بهذا التأويل - من الفضائل التي زعموا أن هذه الخطبة إنما جاءت لأجل بيانها، وحسب؟
ولا عجب، عندما يكون الإيمان بأشخاص بأعيانهم أكبر وأعلى من الإيمان بالحق الذي يقره الله ورسوله! وهذا هو السر وراء كل تلك التأويلات، ألا تراهم يصرحون به، بقولهم: وبهذا تحفظ كرامة السلف الصالح؟
وهب أنه يمكن موافقتهم على هذا المستوى لحفظ من يمكن حفظه فيه، فلنأت إذن إلى المعنى الذي انتخبوه، بقولهم: فالمعنى (من يحبني يحب عليا، اللهم أحب من أحبه، وعاد من عاداه) فهل ترى أن من حفظوه في الأولى قد