فقلنا: بلى، يا رسول الله.
قال: " فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه " (1).
وفي حديث آخر: أنه عليه السلام قال في مناشدته: " ولا يقوم إلا من رآه ".
فقام - أي الصحابة - إلا ثلاثة لم يقوموا، فدعا عليهم، فأصابتهم دعوته (2).
وقد نال هذا الحديث من الشهرة ما ناله حديث الغدير، فلا يكاد يذكر حديث الغدير إلا وذكر خبر الرحبة إلى جانبه.
وحين أقف أمام كل هذه النصوص، فلا أرى أمامي سوى الاطمئنان والرضى والتسليم لأمر الله ورسوله، غير أن النفس تنزع دوما لما يلائم طبعها، وما نشأت عليه، وترى الاذعان إلى ما يخالفه أمرا ثقيلا، مرا، قد لا تستسيغه مهما بلغت درجته من القوة!
وتلك النفس هي التي تختفي وراء محاولات التأويل، وصرف النص النبوي الشريف عن معناه ومؤداه، ولتلك المحاولات سبل شتى، ومسالك