وفد جاء أن عليا كرم الله وجهه قام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أنشد الله من ينشد يوم غدير خم إلا قام ولا يقوم رجل يقول أنبئت أو بلغني إلا رجل سمعت أذناه ووعى قلبه فقام سبعة عشر صحابيا وفي رواية ثلاثون صحابيا وفي المعجم الكبير ستة عشر وفي رواية اثنا عشر فقال هاتوا ما سمعتم فذكروا الحديث ومن جملته من كنت مولاه فعلى مولاه وفي رواية فهذا مولاه وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه وكنت ممن كتم فذهب الله ببصرى وكان علي كرم الله وجهه دعا على من كتم قال بعضهم ولما شاع قوله صلى الله عليه وسلم من كنت مولاه فعلى مولاه في سائر الأمصار وطار في جميع الأقطار بلغ الحارث بن النعمان الفهري فقدم المدينة فأناخ راحلته عند باب المسجد فدخل والنبي صلى الله عليه وسلم جالس وحوله أصحابه فجاء حتى جثا بين يديه ثم قال يا محمد إنك أمرتنا أن نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فقبلنا ذلك منك وإنك أمرتنا أن نصلي في اليوم والليلة خمس صلوات ونصوم شهر رمضان ونزكي أموالنا ونحج البيت فقبلنا ذلك منك ثم لم ترض بهذا حتى رفعت بضبعي ابن عمك ففضلته وقلت من كنت مولاه فعلى مولاه فهذا شيء من الله أو منك فاحمرت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال والله الذي لا إله إلا هو إنه من الله وليس مني قالها ثلاثا فقام الحارث هو يقول اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك وفي رواية اللهم إن كان ما يقول محمد حقا فأرسل علينا حجارة من السماء أو أئتنا بعذاب أليم فوالله ما بلغ باب المسجد حتى رماه الله بحجر من السماء فوقع على رأسه فخرج من دبره فمات وأنزل الله تعالى * (سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع) * الآية وكان ذلك اليوم الثامن عشر من ذي الحجة وقد اتخذت الروافض هذا اليوم عيدا فكانت تضرب فيه الطبول ببغداد في حدود الأربعمائة في دولة بني بويه وما جاء من صام يوم ثماني عشرة من ذي الحجة كتب الله له صيام ستين شهرا قال بعضهم قال الحافظ الذهبي هذا حديث منكر جدا أي بل كذب فقد ثبت في الصحيح ما معناه أن صيام شهر رمضان بعشرة اشهر فكيف يكون صيام يوم واحد يعدل ستين شهرا هذا باطل هذا كلامه فليتأمل وقد رد عليهم في ذلك بما بسطته في كتابي المسمى بالقول المطاع في الرد على أهل
(٣٣٧)