أهل بيته ومن بني هاشم!!! وأن هذه البطون هي الوارثة الوحيدة لأموال النبي وسلطانه لأنه من قريش أما آل محمد وأهل بيته وبنو هاشم فليست لهم أية حقوق أو امتيازات خاصة، ولا يجوز لهم أن يتولوا الخلافة لأن محمدا من بني هاشم وقد أخذ الهاشميون النبوة ولا ينبغي لهم أن يجمعوا مع النبوة الخلافة فينالوا الشرفين، ويذهبوا بالفخرين، ويحرموا بطون قريش كذلك لا يجوز للهاشميين عامة ولا لأهل بيت النبوة وآل محمد خاصة أن يتولوا الوظائف العامة لأنهم سيستغلون هذه الوظائف للوصول إلى منصب الخلافة، وقد وثقنا ذلك في كتابينا: (نظرية عدالة الصحابة) والمواجهة مع رسول الله وآله وفوق ذلك وحتى لا يستغل آل محمد قرابتهم للنبي، وحتى لا يستميلوا القلوب ويؤلفوها من حولهم قرر الخلفاء أن يبقوا آل محمد في حالة عوز وحالة تبعية اقتصادية تامة، فحرموهم من تركة النبي، وصادروا الإقطاعات التي أقطعها لهم النبي حال حياته، وحرموهم من إرث النبي، ومنعوهم سهم ذوي القربى المخصص لهم بآية محكمة، وأعلن الخليفة الأول أنه على استعداد لتقديم المأكل والمشرب لآل محمد لا يزيدون عليه!!! وهكذا كان حصار الخلفاء لآل محمد رسول الله ولأهل بيته حصارا محكما وشاملا لكل نواحي الحياة!!! ولم يكتف الخلفاء بذلك لأنهم اعتبروا وجود آل محمد وأهل بيته خطرا على منصب الخلافة وقنبلة موقوتة لا يدري الخلفاء متى تنفجر لذلك طردوهم وشردوهم وقتلوهم تقتيلا، وإن جادل القوم بآل محمد وأهل بيته فلن يجادلوا أبدا بأن عليا بن أبي طالب وفاطمة الزهراء والحسن والحسين هم من آل محمد بل هم رأس وعماد آل محمد، ومع هذا فقد هددوا عليا بالقتل إن لم يبايع ثم قتلوه، وشرعوا بحرق بيت فاطمة بنت محمد على من فيه وفيه الحسن والحسين وذلك في اليوم الثاني لوفاة أبيها رسول الله، وعندما كبر الحسن قتلوه بالسم. وبقي الحسين وحيدا يضم تحت جناحيه آل محمد، ثم أخرجه الخلفاء ومن والاه من آل محمد، وقادوهم إلى حمراء لا ظل فيها ولا ماء، وحالوا بين آل محمد وبين ماء الفرات حتى لا يشربوا منه ويموتوا عطشا، ثم جهز الخليفة جيشا قوامه مائة ألف مقاتل أو ثلاثين ألف مقاتل بأقل الروايات وشن هذا الجيش هجوما ساحقا على الحسين ومن معه من آل محمد وأحفاده وأبناء عمومته وتمكن الجيش من إبادة كل من
(٥٠)