المناطق تصرف السلطان الأوحد. راجع عصر الظهور ص 207 وما فوق، وأن التواجد الملحوظ للروم في ما بعد ناتج عن غزو شامل يقوم به الروم للعالم الإسلامي بعد أن تفهموا حجم المخاطر التي ستشكلها دولة الإمام المهدي على أنظمة الحكم السائدة في بلاد الغرب.
سعي الإمام المهدي لتجنب المواجهة مع الغرب بعد أن يوحد الإمام المهدي العالم الإسلامي، ويقضي على جبابرته، ويفتح كافة حصون الظلام فيه يبدأ الإمام المهدي بالاستعداد لمواجهة الغرب لفتح حصون الضلالة فيه، والقضاء على جباريه وعلى حكم الظلمة فيه، ونشر الإسلام في بلاد الغرب.
ويبدو أن خطة الإمام المهدي ستتركز على عزل ظالمي الغرب عن شعوبهم، وإقناع شعوب الغرب بأنه لا مصلحة لها بالدخول في حرب مع الإمام المهدي، لأن الإمام المهدي مهمته أن ينقذ العالم من قبضة الظالمين الجبابرة، وأن يطهر الأرض من وجودهم، وأن الله والمهدي والشعوب المظلومة يقفون في معسكر واحد ضد الظلمة.
وعلى هذا وخدمة لهذا التوجه وبتوجيه إلهي يقوم الإمام المهدي باستخراج تابوت السكينة من بحيرة طبرية، ويستخرج النسخة الأصلية من الإنجيل والنسخة الأصلية من التوراة، ويعلن الإمام المهدي وبكل وسائل الإعلان عن حيازته لهذه الأدلة المادية القاطعة، والبراهين الساطعة، ويلوح بعصا موسى وبحيازته لها، وبكافة الآيات والمعجزات التي خصه الله تعالى بها، ويفاخر بأن عيسى بن مريم وزيره وتابعه ومن يصلي خلفه، وسيحاول الإمام المهدي أن يفتح أبواب الحوار بينه وبين العالم الغربي، وأن يتجنب الحرب معه ما وسعه الجهد طمعا بتجنيب شعوب العالم الغربي ويلات حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل. (راجع أحاديث استخراج التابوت، والتوراة والإنجيل ذوات الأرقام 203 و 226 و 225 و 227).
وخدمة لهذا التوجه يعقد الإمام المهدي معهم هدنا متعددة، ويغض الطرف عن نقضهم لتلك الهدنة، وتجري مبادلات تجارية بين دولة المهدي والعالم.