الفصل السادس:
العلامات التي تسبق مباشرة ظهور الإمام المهدي الداء والدواء قياما بواجب البيان، وإضفاء لطابع الأهمية على المهدي المنتظر، وعصره الذهبي، شخص رسول الله حالة الأمة والعالم قبيل ظهور الإمام المهدي، بسلسلة متكاملة من الأحاديث النبوية التي صحت وتواترت عند أئمة أهل بيت النبوة وشيعتهم، وعند الخلفاء وشيعتهم، والتي شاعت بين المسلمين كافة، فاعتقدوا بها لأنهم قد جزموا بأنها قد صدرت من رسول الله بالفعل، حيث إنها قد أخرجت بنفس الوسائل والأساليب التي أخرجت بها أحكام دينهم من صلاة وصوم وزكاة....
ومن يمعن النظر بتلك الأحاديث الشريفة، ويتجرد، لا يخالطه أدنى شك بأنها قد صدرت بالفعل عمن لا ينطق عن الهوى، ثم يتيقن بأن الرسول الأعظم قد نجح نجاحا منقطع النظير بتشخيص حالة الأمة، وحالة العالم قبل ظهور الإمام المهدي! فكأن العالم بماضيه وحاضره ومستقبله رجل مريض ممدد على فراش المرض، وقد وضعت تحت تصرف الرسل أحدث المعدات التي توصل إليها العقل البشري في كل مجال، والرسول متخصص في كل ناحية، بعد ذلك شخص حالة العالم الممدد أمامه تشخيصا علميا دقيقا، فوصف الداء وصفا تاما،