أما من الناحية الواقعية فالخليفة المتغلب الذي استولى على منصب الخلافة بالقوة والقهر والغلبة وكثرة الأتباع فليست له صفات ومؤهلات تميزه عن غيره من الناس، فهو رجل عادي من جميع الوجوه، ومؤهله الوحيد يكمن في القوة والتغلب، حتى إذا ما استولى على منصب الخلافة سخر إمكانياتها ومواردها لتجميل صورته، واختلاق مميزات خاصة له وإقناع الناس بالترغيب والترهيب أنه بالذات الشخص المناسب ليقوم مقام النبي وخلفائه.
والخليفة المتغلب يقر علنا بأنه ليس الأفضل ولا الأعلم ولا الأقرب لله ولرسوله، وأنه مجرد شخص عادي ليست له مميزات خاصة، ويقر أيضا بأن الأفضل والأعلم والأقرب للرسول موجود بالفعل ويقر أعوانه بكل ذلك تبعا لإقراره!!! ولكنهم يدعون بأن المسلمين قد قدموا المفضول وهو الخليفة على الأفضل وهو الإمام الشرعي لمصلحة قدروها في ذلك!!! والمقصود بالمسلمين هم الفئة التي جاءت بالخليفة المتغلب ودعمته حتى جعلته خليفة!! أما المسلمون الذين يعارضون هذا الخليفة فلا يعتد برأيهم، ولا يقام له وزن لأنه يفرق الأمة بعد توحدها!!
2 - الله سبحانه وتعالى شهد لأهل بيت النبوة بالطهارة، واعتبرهم أحد الثقلين فالقرآن الثقل الأكبر وأهل البيت هم الثقل الأصغر، والهدى لا يدرك إلا بالثقلين معا، والضلالة لا يمكن تجنبها إلا بالثقلين معا، والأمة تشهد أن الهاشميين هم الذين احتضنوا النبي وحموه وحموا دعوته طوال مدة ال 15 سنة التي سبقت الهجرة، وأن بطون قريش مجتمعة قد حاصرت الهاشميين وقاطعتهم ولولا الهاشميين لقتلت بطون قريش رسول الله وبعد الهجرة وعندما جيشت بطون قريش الجيوش وحاربت الرسول كان الهاشميون هم أركان حرب الرسول وهم أول من قاتل ومنهم أول من قتل وبقي الهاشميون إلى جانب الرسول حتى استسلمت بطون قريش واضطرت مكرهة أن تعلن إسلامها، لهذه الأسباب مجتمعة ومنفردة ولأسباب تتعلق بحكمة الله وفضله جعل الله الصلاة على آل محمد ركنا من أركان الصلوات المفروضة على المسلمين، وفرض مودتهم على الناس، وفرض محبتهم. بعد موت النبي قالت بطون قريش أنها أولى بالنبي من آل محمد ومن.