أسسوا تلك المذاهب بإعانة الحكام الجائرين ثم نسبوها إليهم بعد وفاتهم، وهذا ما سنعرفه إن شاء الله في الأبحاث القادمة، أفلا تعجبون من هؤلاء الأئمة الذين عاصروا أئمة الهدى من أهل البيت، ثم تنكبوا صراطهم المستقيم ولم يهتدوا بهديهم، ولا اقتبسوا من نورهم، ولا قدموا حديثهم عن جهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بل قدموا عليهم كعب الأحبار اليهودي، وأبا هريرة الدوسي الذي قال في شأنه أمير المؤمنين علي (ع): إن أكذب الناس على رسول الله لأبي هريرة الدوسي كما قالت فيه عائشة بنت أبي بكر نفس الكلام .
ويقدمون عليهم عبد الله بن عمر الناصبي الذي اشتهر ببغضه للإمام علي وامتنع عن مبايعته وبايع إمام الضلالة الحجاج بن يوسف.
ويقدمون عليهم عمرو بن العاص وزير معاوية على الغش والنفاق.
أفلا تعجبون كيف أباح هؤلاء الأئمة لأنفسهم حق التشريع في دين الله بآرائهم واجتهاداتهم حتى قضوا على السنة النبوية بما أحدثوه من قياس واستصحاب وسد باب الذرائع والمصالح المرسلة وغير ذلك من بدعهم التي ما أنزل الله بها من سلطان؟
وهل غفل الله ورسوله عن إكمال الدين، وأباح لهم أن يكملوه باجتهاداتهم فيحللوا ويحرموا كما يحلو لهم؟!
أفلا تعجبون من المسلمين الذين يدعون التمسك ب " السنة كيف يقلدون رجلا لم يعرفوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم يعرفهم؟!
فهل عندهم دليل من كتاب الله، أو من سنة رسوله على اتباع وتقليد أولئك الأئمة الأربعة أصحاب المذاهب؟!
فأنا أتحدى الثقلين من الإنس والجن أن يأتوا بدليل واحد على ذلك من كتاب الله أو من سنة رسوله. فلا والله، لا ولن يأتوا به ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا.