والنصارى شبرا بشبر وذراعا بذراع، وأنهم سينقلبون بعده على أدبارهم ويرتدون، و أنهم يوم القيامة سيدخلون إلى النار ولا ينجو منهم إلا القليل الذي عبر عنه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بهمل النعم، وأنهم وأنهم فكيف يحاول " أهل السنة والجماعة " إقناعنا بعد كب هذا بأن الصحابة كلهم عدول و أنهم في الجنة جميعا، وأن أحكامهم ملزمة لنا، وأن آراءهم وبدعهم واجبة الاتباع، وأن الطعن على أي واحد منهم مروق عن الدين يوجب القتل؟؟!
إنه قول لا يقبله المجانين فضلا عن العقلاء، إنه قول زور وبهتان لفقه الأمراء والسلاطين والذين ساروا في ركابهم من علماء السوء المتطفلين على العلم و نحن لا يمكن لنا قبول هذا القول أبدا ما دامت لنا عقول لأنه رد على الله ورسوله و من رد قول الله وقول الرسول فقد كفر، ولأنه يصادم العقل والوجدان.
ونحن لا نلزم " أهل السنة والجماعة " بالعدول همه أو برفضه، فهم أحرار فيما يعتقدونه وهم وحدهم المسؤولون عن نتائجه وعواقبه الوخيمة.
ولكن عليهم أن لا يكفروا من يتبع القرآن والسنة في عدالة الصحابة فيقول للمحسن منهم: أحسنت ويقول للمسئ منهم: أخطأت وأسأت، ويتولى أولياء الله ورسوله منهم ويتبرأ من أعداء الله ورسوله منهم أيضا.
وبهذا يتبين لنا أيضا بأن " أهل السنة والجماعة " خالفوا صريح القرآن وصريح من سب صحابيا، إذا قلت له: كيف لا تكفر معاوية وكل الصحابة الذين اتبعوه على سب و لعن علي من فوق المنابر؟ فسيجيبك حتما كما هو معروف: تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون (البقرة: 134).