واحدة أو بحديث نبوي واحد يفرض على المسلمين مودة أبي بكر أو عمر أو عثمان أو أي واحد من الصحابة؟!
كلا وأنى لهم مثل ذلك، فلا يوجد في كتاب الله ولا في سنة رسوله شئ من ذلك، بل يوجد في القرآن آيات عديدة تشير إلى منزلة أهل البيت الرفيعة وتفضلهم على سائر العباد.
وفي السنة النبوية أحاديث كثيرة تفضل أهل البيت وتقدمهم على سائر المسلمين تقديم الإمام على المأموم والعالم على الجاهل.
ويكفينا من القرآن آية المودة التي نحن بصدد ذكرها، وأية المباهلة وآية الصلاة على النبي وآله، وآية إذهاب الرجس والتطهير، وأية الولاية، وأية الاصطفاء ووارثه الكتاب.
ويكفينا من السنة النبوية حديث الثقلين وحديث السفينة، وحديث المنزلة، و حديث الصلاة الكاملة، وحديث النجوم، وحديث مدينة العلم، وحديث الأئمة بعدي اثنا عشر.
ولا نريد القول بأن ثلث القرآن نزل في مدح أهل البيت (عليهم السلام) وذكر فضائلهم كما يقول بعض الصحابة كابن عباس، ولا أن ندعي بأن ثلث السنة النبوية كله تنويه وتمجيد في أهل البيت وتوجيه الناس إلى فضلهم وفضائلهم كما ألمح لذلك الإمام أحمد بن حنبل.
ويكفينا من القرآن والسنة ما أوردناه من صحاح " أهل السنة والجماعة " للدلالة على تفضيل أهل البيت على من سواهم من البشر.
وبعد نظرة وجيزة إلى عقائد " أهل السنة والجماعة " وإلى كتبهم وإلى سلوكهم التاريخي تجاه أهل البيت، ندرك بدون غموض بأنهم اختاروا الجانب المعاكس والمعادي لأهل البيت (عليهم السلام) وبأنهم أشهروا سيوفهم لقتالهم وسخروا أقلامهم لانتقاصهم والنيل منهم ولرفع شأن أعدائهم ومن حاربهم.
ويكفينا على ذلك دليل واحد يعطينا الحجة البالغة، وكما قدمنا بأن " أهل السنة والجماعة " لم يعرفوا إلا في القرن الثاني للهجرة كرد فعل على الشيعة الذين