وذراريكم وأحسابكم وأنسابكم، ألا وإن عليا لا يرى في هذا الأمر أحدا سواه، والله لئن ظفر بكم ليهلكن دينكم ودنياكم (1).
وقد بلغ من بغضه لبني هاشم عامة ولعلي (عليه السلام) خاصة أنه ترك الصلاة على محمد أربعين جمعة ويقول: إنه لا يمنعني من ذكره إلا أن تشمخ رجال بآنافها (2) وإذا كان حقده وبغضه يصل به إلى ترك الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلا لوم عليه ولا يستغرب منه أن يكذب على الناس ويتهم الإمام عليا (عليه السلام) ويرميه بكل قبيح، وقد سمعت خطبته في أهل البصرة وقوله لهم: والله لئن ظفر بكم ليهلكن دينكم ودنياكم.
إنه كذب مفضوح وبهتان عظيم من عبد الله بن الزبير الذي لا يعرف الحق إلى قلبه سبيلا.
والشاهد على ذلك أن علي بن أبي طالب ظفر بهم وانتصر عليهم وأمر الأغلبية منهم وفيهم عبد الله بن الزبير نفسه ولكنه عفا عنهم جميعا وأطلق سراحهم وأكرم عائشة بأن سترها وأرجعها إلى بيتها في المدينة، كما منع أصحابه من أحد الغنائم وسبي النساء والأطفال، والإجهاز على جريح، حتى سبب له ذلك تمرد بعض الجيش عليه والتشكيك في أمره.
فعلي (عليه السلام) هو محض السنة النبوية وهو العارف بكتاب الله ولا أحد يعرفه سواه، فقد ثارت ثائرة بعض المنافقين المندسين في جيشه وألبوا عليه، وقالوا : كيف يبيح لنا قتالهم ويحرم علينا سبي نسائهم؟
واغتر بهذا القول كثير من المقاتلين غير أنه (سلام الله عليه) احتج عليهم بكتاب الله وقال لهم: اقترعوا على من يأخذ منكم أمه عائشة! وعند ذلك أدركوا أنه على الحق فقالوا نستغفر الله لقد أصبت وأخطأنا.
فقول عبد الله بن الزبير كذب وبهتان مبين لأن بغضه لعلي (عليه السلام)