فقال: إنه مؤمن بالجبت والطاغوت وكافر بالله العظيم (1).
هذا الحجاج المجرم المنتهك لما حرم الله والذي يذكر المؤرخون بأنه أسرف ي القتل والتعذيب والتمثيل بصلحاء الأمة والمخلصين وخصوصا منهم شيعة آل محمد، فإنهم لاقوا منه ما لم يلاقوه من غيره.
يقول ابن قتيبة في تاريخه بأن الحجاج قتل في يوم أحد بضع وسبعين ألفا حتى سالت الدماء إلى باب المسجد وإلى السكك (2).
ويقول الترمذي في صحيحه: أحصى ما قتل الحجاج صرا فوجد مائة وعشرون ألفا (3 .
ويقول ابن عساكر في تاريخه بعد ذكر من قتلهم الحجاج: ووجد في سجنه بعد موته ثمانون ألفا منهم ثلاثون ألف امرأة (4).
وكان الحجاج يشبه نفسه برب العزة والجلالة فإذا مر قرب السجن وسمع نداء المسجونين واستغاثتهم له يقول لهم: اخسئوا فيها ولا تكلموني.
هذا الحجاج الذي تنبأ به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل وفاته فقال:
إن في ثقيف كذابا ومبيرا. والغريب أن راوي هذا الحديث هو عبد الله بن عمر نفسه (5)!
نعم لقد ترك عبد الله بن عمر بيعة خير البشر بعد النبي ولم ينصره ولم يصل وراءه، فأذله الله سبحانه وذهب إلى الحجاج يقول: سمعت رسول الله (ص) يقول: من مات وليست في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية. فاحتقره الحجاج اللعين وأعطاه رجله قائلا: إن يدي مشغولة فبايعه، وكان يصلي خلف الحجاج الزنديق وخلف واليه نجدة بن عامر رأس الخوارج (6).
ولا شك بأن عبد الله بن عمر اختار الصلاة وراء هؤلاء لأنهم كانوا مشهورين