والناس على دين ملوكهم، وكانت عائشة من أولئك الناس الذين صالحوا معاوية بعد العداء، فهو الذي قتل أخاها محمد بن أبي بكر ومثل به أشنع مثلة.
ومع ذلك فإن المصالح الدنيوية المشتركة تجمع الأعداء وتوحد الأضداد، لذلك تقرب إليها معاوية وتقربت إليه وأصبح يبعث لها بالهدايا والعطايا والأموال الطائلة .
يقول المؤرخون: إن معاوية لما قدم المدينة دخل على عائشة لزيارتها، فلما قعد قالت له: يا معاوية أأمنت أن أخبئ لك من يقتلك بأخي محمد بن أي بكر؟
فقال معاوية: إنما دخلت بيت الأمان.
فقالت: أما خشيت الله في قتل حجر بن عدي وأصحابه؟
فقال: إنما قتلهم من شهد عليهم (1).
وروي أيضا أن معاوية كان يبعث لها بالهدايا والثياب وأشياء توضع في أسطوانها ، وبعث لها مرة بمائة ألف دفعة واحدة (2).
كما بعث لها مرة أخرى وهي بمكة طوقا قيمته مائة ألف كما قضى معاوية كل ديون عائشة التي بلغت ثمانية عشر ألف دينار وكل ما كانت تعطيه للناس (3).
وقد قدمنا في كتاب فاسألوا أهل الذكر أنها أعتقت في يوم واحد أربعين رقبة تكفيرا عن يمينها (4).
كما أن الولاة والأمراء من بني أمية كانوا يوصلونها ويبعثون لها بالهدايا والأموال أيضا (5).