أهل السنة والجماعة في أمر كان يفعله النبي عدة مرات في كل يوم وطيلة ثلاثة وعرين عاما.
وكان من المفروض أن يعرفه الخاص والعام من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإذا بالعلماء عند أهل السنة يختلفون في القراءات فينصبون، ويجرون ويرتبون على ذلك أحكاما متضاربة!
وللعلماء في تفسير كتاب الله وترتيب الأحكام على حسب القراءات المتعددة اختلافات كثيرة لا تخفى على الباحثين.
وإذا كان اختلافهم في كتاب الله ظاهرا فهو في السنة النبوية أظهر وأكثر.
فما هو الحل إذن؟
إذا قلت بوجوب الرجوع إلى من يعتمد عليه في شرح وبيان الأحكام الصحيحة من القرآن والسنة، فسوف نطالبك بالشخص العاقل المتكلم، لأن القرآن والسنة لا يعصمان من الضلالة، فهما صامتان لا يتكلمان ويحملان عدة وجوه كما قدمنا في آية الوضوء، ولقد اتفقنا عزيزي القارئ على وجوب تقليد العلماء العارفين بحقائق القرآن والسنة، وبقي الخلاف بيننا فقط في معرفة هؤلاء العلماء العارفين بحقائق القرآن والسنة.
فإذا قلبت بأنهم علماء الأمة وعلى رأسهم الصحابة الكرام، فقد عرفنا اختلافهم في آية الوضوء وفي غيرها من المسائل، كما عرفنا بأنهم تقاتلوا وكفر بعضهم بعضا، فلا يمكن الاعتماد عليهم جميعا، وإنما يعتمد على المحقين منهم دون المبطلين ويبقى المشكل قائما.
وإذا قلت بالرجوع إلى أئمة المذاهب الأربعة، فقد عرفت بأنهم اختلفوا أيضا في أكثر المسائل حتى قال بعضهم بكراهة البسملة في الصلاة وقال بعضهم ببطلان الصلاة بدونها، وقد عرفت أحوال هذه المذاهب وأنها من صنائع الحكام الظالمين، وعرفت أيضا بأنهم بعيدون عن عهد الرسالة ولم يعرفوا الصحابة فضلا عن النبي نفسه.
فلم يبق أمامنا إلا حل واحد لا ثاني له، ألا وهو الرجوع إلى أئمة العترة من