وقد ثبت بالدليل العلمي وبالتاريخ وما كتبه أصحاب السير بأن عليا كان المرجع الوحيد للكل الصحابة عالمهم وجاهلهم، ويكفي أن يعترف أهل السنة بأن عبد الله بن عباس والذي لقبوه بحبر الأمة تلميذه وخريجه كما يكفي دليلا أن كل العلوم التي عرفها المسلمون تنسب إليه (عليه السلام) (1).
وعلى سبيل الافتراض لو تعارض حديث كتاب الله وسنتي مع حديث كتاب الله وعترتي لوجب تقديم الثاني على الأول أعني تقديم عترتي على سنتي، ليتسنى للمسلم العاقل الرجوع إلى أئمة أهل البيت الطاهرين كي يبينوا له مفاهيم القرآن والسنة.
أما لو أخذ بحديث كتاب الله وسنتي فسوف يبقى محتارا في كل من القرآن والسنة ولا يجد المرجع الموثوق الذي يبين له الأحكام التي لم يفهمها، أو الأحكام التي اختلف فيها العلماء اختلافا كبيرا وقال فيها أئمة المذاهب أقوالا متعددة أو متناقضة.
ولا شك بأنه لو أخذ بقول هذا العالم أو ذاك، أو اتبع رأي هذا المذهب أو ذاك، فإنما يتبعه ويأخذ منه بدون دليل على صحة هذا وبطلان ذاك، وإن قبول هذا المذهب ورفض ذاك هو تعصب أعمى وتقليد بدون حجة، قال الله تعالى في هذا المعنى: وما يتبع أكثرهم إلا ظنا إن الظن لا يغني من الحق شيئا (يونس: 36). وأضرب لذلك مثالا واحدا حتى يعرف القارئ الكريم صدق الحديث ويتبين له الحق من الباطل.
لو أخذنا القرآن الكريم وقرأنا فيه آية الوضوء وقول الله تعالى: وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين (المائدة: 6)، فهمنا منها لأول وهلة مسح الأرجل كمسح الرؤوس، وإذا نظرنا إلى فعل المسلمين نجدهم مختلفين في ذلك. فأهل السنة والجماعة كلهم يغسلون، والشيعة كلهم يمسحون.
فنصاب عند ذلك بالحيرة والشك، أيهما الصحيح؟