وسنوضح في أبحاث لاحقة بأنه (عليه السلام) كان دائما يتقيد بسنة النبي ولا يحيد عنها أبدا، ويحاول بكل جهوده إرجاع الناس إليها حتى سبب له ذلك غضب الخلفاء ، ونفور الناس منه لشدته في ذات الله وتشبثه بسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
كما أن الإمام الباقر (عليه السلام) كان يقول دائما:
لو حدثناكم برأينا ضللنا كما ضل من كان قبلنا، ولكنا نحدثكم ببينة من ربنا بينها لنبيه فبينها نبيه لنا.
وقال مرة أخرى: يا جابر، إنا لو كنا نحدثكم برأينا وهوانا لكنا نحدثكم برأينا وهوانا لكنا من الهالكين، ولكنا نحدثكم بأحاديث نكنزها عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما يكنز هؤلاء ذهبهم وفضتهم.
وهذا الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) يقول:
والله ما نقول بأهوائنا ولا نقول برأينا، ولا نقول إلا ما قال ربنا، فمهما أجبتك فيه بشئ فهو عن رسول الله لسنا نقول برأينا من شئ.
وأهل العلم والمحققون يعرفون ذلك من أئمة أهل البيت فلم يسجلوا عن أحدهم القول بالرأي ولا بالقياس ولا بالاستحسان أو بشئ غير القرآن والسنة (1).
وحتى إذا رجعنا للمرجع الكبير المعاصر الشهيد آية الله محمد باقر الصدر (رضوان الله عليه) تجده يقول في رسالته العملية لفقه العبادات والمعاملات - في الفتاوى الواضحة - يقول حرفيا: ونرى من الضروري أن نشير أخيرا بصورة موجزة إلى المصادر التي اعتمدناها بصورة رئيسية في استنباط هذه الفتاوى الواضحة وهي كما ذكرنا في مستهل الحديث عبارة عن الكتاب الكريم والسنة