وإذا كان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ترك سنة مكتوبة، فكيف جاز لأبي بكر وعمر حرقها ومنعها من الناس؟!
وإذا كان حديث كتاب الله وسنتي صحيحا، فلماذا يخطب أبو بكر بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويقول: لا تحدثوا عن رسول الله شيئا، فمن سألكم فقولوا: بيننا وبينكم كتاب الله فاستحلوا حلاله وحرموا حرامه (1)؟!
وإذا كان حديث كتاب الله وسنتي صحيحا، فلماذا خالفها أبو بكر في قتال مانعي الزكاة وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من قال لا إله إلا لله عصم مني دمه وماله وحسابه على الله؟!
وإذا كان حديث كتاب الله سنتي صحيحا، فكيف جاز لأبي بكر وعمر ومن وافقهما من الصحابة أن يستبيحوا حرمة الزهراء ويهجموا على بيتها مهددين بحرقها بمن فيها، ألم يسمعوا قول النبي فيها: فاطمة بضعة مني من أغضبها فقد أغضبني ومن أذاها فقد أذاني؟ بلى والله لقد سمعوها ووعوها، ألم يسمعوا قول الله تعالى:
قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى (الشورى: 23) التي نزلت فيها وفي بعلها وولديها؟ فهل كانت مودة أهل البيت هي ترويعهم وتهديدهم بالحرق، وضغط الباب على بطن فاطمة حتى أسقطت جنينها بأبي هي وأمي؟؟!
وإذا كان حديث كتاب الله وسنتي صحيحا، فكيف استحل معاوية والصحابة الذين بايعوه وساروا في ركابه أن يلعنوا عليا ويسبوه على المنابر طيلة حكم بني أمية، ألم يسمعوا أمر الله لهم بأن يصلوا عليه كما يصلون على النبي؟ ألم يسمعوا قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: من سب عليا فقد سبني، ومن سبني فقد سب الله (2)؟!
وإذا كان حديث كتاب الله وسنتي صحيحا، فلماذا غابت هذه السنة على