وفرض مذهبه، وقضى على مذهب ابن أبي ذؤيب بالرغم من أن ابن أبي ذؤيب كان أعلم من مالك وأفضل منه كما اعترف بذلك الإمام أحمد بن حنبل (1).
كما أن ليث بن سعد كان أفقه من مالك، كما اعترف بذلك الإمام الشافعي (2).
والحقيقة في ذلك العصر أن الإمام جعفر الصادق كان أفضل وأعلم وأفقه منهم جميعا وقد اعترفوا كلهم بذلك (3)، وهل يتجرأ أحد من الأمة أن يباريه في علم أو في عمل، في فضل أو في شرف، وجده علي بن أبي طالب هو أفضل وأعلم وأفقه من الخلق كلهم بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟
ولكن السياسة هي التي ترفع قوما وتضع آخرين والمال هو الذي يقدم قوما ويؤخر آخرين.
والذي يهمنا في هذا البحث هو أن نبين بالأدلة الواضحة والحجج الدامغة بأن المذاهب الأربعة ل " أهل السنة والجماعة هي مذاهب ابتدعتها السياسة وفرضتها على الناس بوسائل الترهيب والترغيب والدعابة، فالناس على دين ملوكهم.
ومن أراد مزيدا من البيان والتحقيق فعليه بقراءة كتاب الإمام الصادق والمذاهب الأربعة للشيخ أسد حيدر (رحمه الله) وهناك سيعرف ما حضي به الإمام مالك من الجاه والسلطان حتى أن الإمام الشافعي كان يتوسل بوالي المدينة كي يدخل على مالك فيقول له الوالي: أفضل المشي راجلا من المدينة إلى مكة أهون علي من الوقوف على باب مالك، لأني لا أشعر بالذلة إلا عند الوقوف على بابه.