وهذا أحمد أمين المصري يقول في كتابه ظهر الإسلام: كان للحكومات دخل كبير في نصرة مذهب أهل السنة، والحكومات عادة إذا كانت قوية وأيدت مذهبا من المذاهب تبعه الناس بالتقليد، وظل سندا إلى أن تداول الدولة (1).
ونحن نقول بأن مذهب الإمام جعفر الصادق وهو مذهب أهل البيت إذا جاز لنا تسميته بالمذهب جريا على عادة المسلمين وإلا فإنه الإسلام الصحيح الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لم يؤيده أي حاكم ولم تعترف به أية سلطنة، بل عمل كل الحكام على إسقاطه والقضاء عليه وتنفير الناس منه بشتى الوسائل.
فإذا شق تلك الظلمات الحالكة وكان له أتباع وأنصار عبر القرون الظالمة فذلك من فضل الله تعالى على المسلمين، لأن نور الله لا تطفئه الأفواه، ولا تقضي عليه السيوف ولا تبطله الدعايات الكاذبة والإشاعات المغرضة لئلا يكون للناس على الله حجة أو يقولوا إنا كنا عن هذا غافلين.
والذين اقتدوا بأئمة الهدى من العترة الطاهرة، كانوا ثلة قليلة يعدون على الأصابع بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وتكاثروا على مر التاريخ والعصور لأن الشجرة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، وما كان لله دام واتصل.
وقد حاولت قريش القضاء على محمد في بداية الدعوة، ولما عجزت عن ذلك بفضل الله وفضل أبي طالب وعلي اللذين كانا يفديانه بنفسيهما سلت قريش نفسها بأن محمدا أبتر ليس له عقب إذا مات انقطع نسله وانتهى أمره، فصبروا على مضض.
ولكن رب العالمين أعطاه الكوثر وأصبح محمد جد الحسنين وبشر المؤمنين بأنهما إمامان إن قاما وإن قعدا، وبأن الأئمة كلهم من ذرية الحسين، وهذا كله يهدد مصالح قريش ومستقبلها.
وهذا لم يعجب قريش فثارت ثائرتها بعد وفاة محمد صلى الله عليه وآله وسلم وحاولت القضاء