ولماذا لا يحمل خلاف الشيعة لهم كالخلاف فيما بينهم لو كانوا منصفين وعاقلين؟
ولكن ذنب الشيعة لا يغتفر لأنهم لا يقدمون على علي أمير المؤمنين أحدا من الصحابة، وهذا هو جوهر الخلاف الذي لا يتحمله أهل السنة والجماعة الذين اتفقوا على شئ واحد ألا وهو إقصاء علي عن الخلافة وطمس فضله وحقائقه.
* ثامنا: نلاحظ بأن الحكام الذين استولوا على أموال المسلمين بالقهر والقوة ، نراهم يوزعون هذه الأموال بسخاء على علماء السوء والمتزلفين إليهم لاستمالتهم وشراء ضمائرهم ودينهم بدنياهم.
قال مالك: ثم أمر لي بألف دينار عينا ذهبا وكسوة عظيمة وأمر لابني بألف دينار.
فهذا ما اعترف به مالك على نفسه وقد يكون ما لم يحدث به أكثر من ذلك بكثير، لأن مالكا كان يشعر بالحرج من العطايا الظاهرة فكان لا يجب أن يراها الناس، نفهم ذلك من قوله:
فلما وضع الخصي الكسوة على منكبي انحنيت عنها كراهة احتمالها وتبرؤا من ذلك.
ولما عرف المنصور منه ذلك أمر الخصي أن يبلغها رحل أبي عبد الله مالك حتى لا يعرف الناس عنه ذلك.