على عترته كلها فأحاطوا بيت فاطمة بالحطب ولولا استسلام علي وتضحيته بحقه في الخلافة ومسالمته لهم، لقضي عليهم، وانتهى أمر الإسلام من ذلك اليوم.
وسكتت قريش وهدأ روعها ما دامت هي الحاكمة وليس في نسل محمد من يهدد مصالحها، وبمجرد ما رجعت الخلافة لعلي أشعلت قريش ضده الحروب الطاحنة ولم تهدأ حتى قضت عليه وأرجعت الخلافة إلى أخبث بطن من بطونها فأصبحت ملكية قيصرية يعهد بها الآباء إلى أبنائهم، وعندما رفض الحسين مبايعة يزيد قريش هبت قريش عند ذلك وثارت ثورتها العارمة للقضاء نهائيا على العترة النبوية وكل شئ اسمه نسل محمد بن عبد الله.
فكانت مذبحة كربلاء والتي قتلوا فيها ذرية النبي صلى الله عليه وآله وسلم بما في ذلك الصبيان والرضع وأرادوا اجتثاث شجرة النبوة بكل فروعها، ولكن الله سبحانه وتعالى أنجز وعده لمحمد فأنقذ علي بن الحسين وأخرج من صلبه بقية الأئمة وملئت الأرض بنسله شرقا ومغربا، وكان الكوثر.
فما من بلد ولا قرية ولا بقعة من الأرض إلا لنسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيها وجود وأثر وعند الناس لهم فيها احترام ومودة.
وها نحن اليوم وبعد كل المحاولات التي باءت بالفشل، أصبح عدد نفوس الشيعة الجعفرية وحدهم يبلغ 250 مليون مسلم في العالم كلهم يقلدون الأئمة الاثني عشر من عترة النبي ويتقربون إلى الله بمودتهم وموالاتهم ويرجون شفاعة جدهم.
ولن تجد مثل هذا العدد في أي مذهب من المذاهب الأخرى إذا أخذنا كل مذهب على انفراد رغم تأييد الحكام وقرضهم.
ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين (الأنفال: 30).
ألم يأمر فرعون بذبح كل مولود من الذكور في بني إسرائيل عندما أخبره المنجمون بأن مولودا في الإسرائيليين يهدد بزوال ملكه؟ ولكن خير الماكرين أنفذ