أمرتا بالإحسان والزهد، وكلتاهما ناطتا الخطيئة بالنيات كما تناط بالأعمال، وكلتاهما ابتدعتا الرهبانية، ولم تكونا سوى وجهين لحادث مهم واحد في تاريخ العالم. ويختم غوستاف لوبون هذه المقارنة بقوله: وليس مما نبالي به كثيرا أن تكون إحداهما مدينة للأخرى، فلا ندرس هذا الأمر في هذا الكتاب (1).
أما نحن فإننا ندرس هذا الأمر في هذا الكتاب، ولذلك نقرر أن مسيحية بولس استعارت هذا وسواه من البوذية، فطبيعة اللاحق أن يستعير من السابق، ولا يمكن للعكس أن يكون، وبخاصة أن هذه الاتجاهات دونت قبل ظهور عيسى، وهي وليدة الحياة الهندية وسائرة في أفقها (2).
وبمناسبة الإشارة إلى بولس هنا، نقتبس من din - Khwaia Kamal ud اقتباسا يقرر انقطاع العلاقة بين الأناجيل والكنائس، وعلى الرغم من تأثر الأناجيل برسائل بولس تأثرا جعلها لا تعارض هذه الرسائل وتكتفي بالاتجاه التاريخي عن المسيح، يقول din - ud - Khwaja Kamal:
إذا درسنا الإنجيل دون نظر لما كتبه القديس بولس، فإننا نجد تعاليم عيسى وكلماته لا تتسق مع اتجاه الكنائس في عهدنا الحاضر (3).
فمن أين اتخذت الكنائس قدوتها؟ وما المصدر الذي استقت منه الكنائس اتجاهاتها؟
في الإجابة عن هذا السؤال يقول هذا المؤلف في طبعته الأخيرة بحروفه:
I an glad to say that none of my Church Critics have questioned the correctnees of the facts that lead me to conclude that most of the Furnitnue of current Christianity has been borrowed from Paganism