الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ١٤٦
خبزا بمائتي دينار (34) ونعطيهم ليأكلوا؟ " 38 فقال لهم: " كم رغيفا عندكم؟ اذهبوا فانظروا ". فتحققوا ما عندهم، ثم قالوا:
" خمسة وسمكتان ". 39 فأمرهم بأن يقعدوا الناس كلهم فئة فئة على العشب الأخضر (35).
40 فقعدوا أفواجا منها مائة ومنها خمسون (36).
41 فأخذ الأرغفة الخمسة والسمكتين ورفع عينيه نحو السماء، وبارك (37) وكسر الأرغفة، ثم جعل يناولها التلاميذ ليقدمها للناس، وقسم السمكتين عليهم جميعا. 42 فأكلوا كلهم حتى شبعوا. 43 ورفعوا اثنتي عشرة قفة (38) ممتلئة من الكسر وفضلات السمكتين. 44 وكان الآكلون من الأرغفة خمسة آلاف رجل (39).
[يسوع يمشي على الماء] 45 وأجبر تلاميذه لوقته أن يركبوا السفينة، ويتقدموه إلى الشاطئ المقابل نحو بيت صيدا (40)، حتى يصرف الجمع. 46 فلما صرفهم ذهب إلى الجبل ليصلي (41). 47 وعند المساء، كانت السفينة في عرض البحر، وهو وحده في البر. 48 ورآهم يجهدون في التجديف، لأن الريح كانت مخالفة لهم، فجاء إليهم عند آخر الليل (42) ماشيا على البحر (43) وكاد يجاوزهم (44). 49 فلما رأوه ماشيا على البحر، ظنوه خيالا فصرخوا 50 لأنهم رأوه كلهم فاضطربوا. فكلمهم من وقته قال لهم: " ثقوا. أنا هو (45)، لا تخافوا ".

(34) " دينار ". يساوي الدينار أجرة يوم عمل زراعي بحسب متى 20 / 2. وورد في المشنه أن ثمن وجبة الخبز اليومية لشخص واحد ثاني عشر دينار.
(35) هذا الوصف الدقيق لمظهر من الطبيعة، وهو فريد من نوعه في الأناجيل، يصف يسوع يتصرف كالراعي الوارد ذكره في المزمور 23 والذي يقود شعبه إلى مكان ملئ بالعشب، بجانب مياه الراحة (الآية 1 وراجع مر 6 / 31) ويضع له فيه المائدة (الآية 5).
(36) إن تنظيم الجمع، وهو أمر يصعب تصوره، كما وصف في هذه الرواية، يشكل نقيض الآية 34 ويذكر بتنظيم إسرائيل في البرية (خر 18 / 21 و 25 وعد 31 / 14 وتث 1 / 15) الذي يعد التنظيم المثالي لشعب الله (1 مك 3 / 55).
(37) المقصود هو صلاة التسبيح والشكر التي ترافق " كسر الخبز " في رتبة المائدة عند اليهود، كما في رتبة الافخارستيا حيث تتخذ هذه الصلاة معنى جديدا. أما " البركة " فإنها مناسبة للتذكير بنعم الله على شعبه، بالإضافة إلى أنها تعبر عن معنى الخبز الموزع على الشعب.
(38) هي " قفف " خيزران صلب كان اليهود يحملون فيها مؤنهم. " اثنتا عشرة " قفة، على عدد " الرسل " (راجع الآية 30) الذين يقومون بدور فعال أظهرته رواية المعجزة.
أما موضوع " الفضلات " فإنه يعبر عن الوفرة (2 مل 4 / 43 - 44)، ويدل رفع الفضلات على أن المائدة لا تزال مفتوحة، بواسطة الرسل، لجميع الناس.
(39) هذا الرقم يوافق التنظيم الموصوف في الآية 40 ويوحي على طريقته بتجمع إسرائيل.
(40) " بيت صيدا " مدينة تقع على الضفة الشمالية للأردن، قبل أن يصب في بحيرة طبريا.
(41) الترجمة اللفظية: " نحو الهجعة الرابعة من الليل "، أي بين الثالثة والسادسة في الصباح (راجع 13 / 35).
(43) من خصائص الله أن " يسير على متون البحر " (أي 9 / 8 وراجع مز 77 / 20 وسي 24 / 5) ويسيطر عليه (مز 65 / 8 و 77 / 17 و 89 / 10 و 107 / 29). راجع 4 / 41 +.
(44) يذكر هذا الفعل بعبور مجد الله أمام موسى وإيليا (خر 33 / 19 و 22 و 34 / 6 (اليوناني) و 1 مل 19 / 11 (اليوناني). راجع أيضا لو 24 / 28.
(45) راجع خر 3 / 14 وتث 32 / 39 واش 41 / 4 و 43 / 10 و 13. يطلق يسوع على نفسه هذه العبارة في يو 8 / 24 و 28 و 58. ليس مرقس بهذا الوضوح والصراحة، لكنه يعرض هذه الرواية على أنها تجلي كيان يسوع المخفي، كيان يسوع ابن الله: عبارة " لا تخافوا. ثقوا " (هنا فقط في إنجيل مرقس: راجع يو 16 / 33) تعبر عن تأثير حضور يسوع في وسط الأخطار التي يمثلها البحر.
(١٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة