الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٦٠٣
[رسالة القديس بولس إلى أهل فيلبي] [مدخل] [إنشاء كنيسة فيلبي] كانت مدينة فيلبي، وهي اليوم خراب، مدينة مزدهرة في الزمن القديم. وكانت على منحدر في سفح سلسلة جبال بانجيه، على نحو اثني عشر كيلو مترا من البحر. وكانت تطل على سهل يزرع زراعة حسنة في ذلك الحين، وتغنيه أيضا مناجم الذهب والفضة. لما ضم فيلبس الثاني، أبو الإسكندر، هذه البقعة إلى مقدونية، أعاد بناء المدينة وحصنها، وأطلق عليها اسمه (وكان يقال لها إلى ذلك الوقت قرينيدس، لما فيها من الينابيع الصغيرة). في السنة 31 ق. م.، غمر أوغسطس المدينة بالامتيازات، وجعل منها مستعمرة رومانية يسكنها كثير من المحاربين القدامى.
قدمها بولس في أثناء رحلته الرسولية الثانية في السنة 49 أو السنة 50، يرافقه سيلا وطيموتاوس. ولا شك أن لوقا رافقه أيضا، لأنه في هذا المكان شرع (رسل 16 / 10) في استعمال صيغة جمع المتكلم في رواية أعمال الرسل. وفي هذه المدينة بشر بولس الناس بالإنجيل في أوروبا أول مرة. كان اليهود، ولا مجمع لهم فيها لقلة عددهم، يعقدون اجتماعاتهم في خارج المدينة، عند الينابيع، أو ربما على ضفة النهر. وقد عمد بولس هناك بضعة أشخاص، فيهم بائعة الأرجوان ليدية وهي من الدخلاء، فأضافته. ولكن نشأت بعض المصاعب، فتعرض بولس لسوء المعاملة وسجن، ثم اضطر إلى مغادرة المدينة، ولم يترك فيها سوى جماعة صغيرة معظمها من أصل وثني (رسل 16 / 11 - 40 وأف 2 / 2).
[الرسالة] يتضح لنا من المودة التي يظهرها بولس في هذه الرسالة (1 / 3 - 6 و 4 / 1) أنه كان يشعر بأواصر خاصة تربطه بهذه الكنيسة، فظل محافظا على علاقات مستمرة بها. وهي الجماعة التي تقبل منها وحدها هبات عدة مرات (4 / 15 و 2 قور 11 / 8 - 9). فقد ألزم نفسه أن يبشر بالإنجيل
(٦٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 598 599 600 601 602 603 604 605 606 607 608 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة