الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ١٧٩
[إنجيل سيدنا يسوع المسيح كما رواه القديس لوقا] [مدخل] [مقدمة كتاب لوقا الأول] إنجيل لوقا هو الإنجيل الوحيد الذي له مقدمة مثل كثير من المؤلفات اليونانية في تلك الأيام. وهذه المقدمة موجهة إلى رجل اسمه تاوفيلس يبدو أنه امرؤ ذو شأن. ولكتاب أعمال الرسل أيضا مقدمة موجهة إلى ذلك الرجل نفسه وتحيل القارئ إلى الكتاب الأول حيث ذكر المؤلف " جميع ما عمل يسوع وعلم " (رسل 1 / 1 - 2). فاستنتج منذ أيام الكنيسة القديمة أن للإنجيل ولأعمال الرسل مؤلفا واحدا. وأثبت النقاد في عصرنا هذا الرأي استنادا إلى تجانس اللغة والتفكير في الكتابين وإلى تناسب ما يرميان إليه. فالإنجيل يركز على صعود يسوع إلى أورشليم حيث تم سر الفصح في آلام المسيح وقيامته، وأعمال الرسل تروي التبشير بهذا السر من أورشليم إلى أقاصي الأرض (رسل 1 / 8).
أعلن لوقا في مقدمة الإنجيل موضوع مؤلفه وأسلوبه وغايته. فقد أراد أن يعرض " الأحداث " التي انطلقت منها البشارة في الكنيسة، وقد استعلم بدقة عن تقليد الشهود الأولين وقال إنه سيعرضه " مرتبا "، فيجد فيه تاوفيلس رواية صحيحة لما بلغه من الأمور.
وهكذا عرف لوقا نفسه على طريقة المؤرخين، كما أنه اتبع عاداتهم في تلك الأيام (3 / 1 - 2)، ولكن التاريخ الذي أراد أن يرويه تاريخ مقدس. فجوهر قصده هو الدلالة على معنى الأحداث عند المؤمن، عند المؤمن المستنير بسر الفصح وحياة الكنيسة. فهذا الكتاب هو الإنجيل.
[تاريخ الخلاص في تأليف الإنجيل] يشبه تصميم الإنجيل الثالث التصميم العام الذي نجده في متى ومرقس، أي مقدمة، وبشارة يسوع في الجليل، وصعوده إلى أورشليم، وبلوغ رسالته غايتها في هذه المدينة بآلامه وقيامته. لكن التأليف عند لوقا محكم بدقة ويرمي إلى إبراز ما في ذلك التاريخ من أزمنة وأمكنة لتاريخ الخلاص.
(١٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة