الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٧٣٥
[رسالة القديس بطرس الأولى] [مدخل] لا تلقى رسالة بطرس الأولى اهتماما كبيرا من قبل اللاهوتيين، لأنها لا تحوي شرحا لاهوتيا بعيد الغور، ولا تأتي بتعليم خاص، بالنظر إلى مجمل العهد الجديد. وقد اهتموا على الخصوص بالفقرة التي تتناول الكهنوت الملكي، وبالفقرة التي ورد فيها تبشير المسيح في مثوى الأموات. وأما بقية الرسالة فمن السهل إظهار صلة القرابة بينها وبين الأناجيل الإزائية وخطب أعمال الرسل وإرشادات القديس بولس الخلقية. ولكن أليس في توارد المعاني في هذه الرسالة وفي مؤلفات مختلفة الصيغ ما يفيدنا عن التعليم المسيحي في عصر الرسل وعن جوهر الحياة المسيحية؟ كثير من المفسرين على يقين في الوقت الحاضر من هذا الأمر، ولذلك لقي البحث في هذه الرسالة إقبالا على الاهتمام بها بين أهل الاختصاص منذ بضع سنوات.
[المرسل إليهم] ليس في الرسالة إلا القليل مما قد يتيح لنا معرفة دقيقة للذين كتبت إليهم الرسالة. لقد وجهت إلى المسيحيين في خمسة أقاليم رومانية من آسية الصغرى، إلى الذين اختارهم الله، الغرباء المشتتين (1 / 1). كانت لفظة " الشتات " تطلق على اليهود المقيمين في خارج فلسطين، الأمر الذي قد يدعو إلى الافتراض، لأول وهلة، أن الكلام يتناول هنا اليهود الذين صاروا مسيحيين، ولكن من الراجح كثيرا أن اللفظة استعملت استعمالا رمزيا للدلالة على المسيحيين المشتتين في العالم (راجع 2 / 11).
ولا شك أن معظمهم كان من أصل وثني، فإن التلميح إلى سيرتهم الماضية يصف سيرة وثنيين قدامي أكثر منه سيرة يهود (1 / 14 و 18 و 4 / 3). غير أنهم كانوا قد اطلعوا اطلاعا حسنا على الكتاب المقدس، كما يدل على ذلك الاكثار في الرسالة من استعمال ما ورد في العهد القديم.
أنشأ أكثر الجماعات التي وجهت إليهم الرسالة بولس نفسه، أو، على أقل تقدير، معاونوه الذين جالوا في مختلف أقاليم آسية الصغرى، فانطلقوا من المراكز الرئيسية (راجع، على سبيل المثال، ابفراس الذي حمل الإنجيل إلى قولسي (قول 1 / 7). إن تنظيم الخدم الروحية أقل تطورا منه في الرسائل الرعائية ويوافق حقبة تاريخية قديمة إلى حد ما من حياة الكنيسة في نشأتها الأولى. فيذكر الشيوخ
(٧٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 730 731 732 733 734 735 736 737 738 739 740 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة