الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ١٥٠
أكثروا من إذاعة خبره (20). 37 وكانوا يقولون وهم في غاية الاعجاب: " قد أبدع في أعماله كلها، إذ جعل الصم يسمعون والخرس يتكلمون! ".
[معجزة الخبز والسمك الأخرى] [8] وفي تلك الأيام (1) احتشد أيضا جمع كثير، ولم يكن عندهم ما يأكلون، فدعا تلاميذه وقال لهم (2): 2 " أشفق على هذا الجمع، فإنهم منذ ثلاثة أيام يلازمونني، وليس عندهم ما يأكلون. 3 وإن صرفتهم إلى بيوتهم صائمين، خارت قواهم في الطريق، ومنهم من جاء من مكان بعيد " (3). 4 فأجابه تلاميذه: " من أين لأحد أن يشبع هؤلاء من الخبز ههنا في مكان قفر؟ " 5 فسألهم: " كم رغيفا عندكم؟ " قالوا: " سبعة ". 6 فأمر الجمع بالقعود على الأرض، ثم أخذ الأرغفة السبعة وشكر (4) وكسرها، ثم جعل يناول تلاميذه ليقدموها، فقدموها للجمع. 7 وكان عندهم بعض سمكات صغار، فباركها وأمر بتقديمها أيضا. 8 فأكلوا حتى شبعوا، ورفعوا مما فضل من الكسر سبع سلال (5). 9 وكانوا نحو أربعة آلاف. فصرفهم، 10 وركب السفينة عندئذ مع تلاميذه، وجاء إلى نواحي دلمانوتا (6).
[الفريسيون يطلبون آية] 11 فأقبل الفريسيون وأخذوا يجادلونه فطلبوا آية من السماء (7) ليحرجوه (8). 12 فتنهد من

(٢٠) راجع ١ / ٤٤ +. من شأن السر المسيحي أن يكشف (٤ / ٢١ - ٢٢)، ويظهر طابعه الموقت خاصة في المعجزات، التي يستبق إعلانها إعلان البشارة (فعل " أعلن " نفسه في كلتا الحالتين، راجع ١ / ٤٥ +). وهنا أيضا، يستبق هتاف الجمع الختامي (الآية ٣٧) اعتراف الجماعة المسيحية بالعمل الأخيري الذي أنجزه الله بيسوع.
(١) لهذه الرواية (الآيات ١ - ١٠) ول‍ ٦ / ٣٤ - ٤٤ بنية واحدة ومواضيع واحدة (شفقة على الجمع، وحوار مع التلاميذ، وتناول طعام الأرغفة والسمكات في البرية، وإشباع الجمع، والفضلات، وعدد الآكلين)، مع فروق ثانوية يعتقد بعض المفسرين بأنها تتعلق بحدث آخر، لكن قد يبررها سير التقاليد في جماعات مختلفة. لقد ربطت الروايتان برواية إنشاء الافخارستيا، الأولى في كنائس يهودية مسيحية (راجع ٦ / ٣٥ +)، والثانية في كنائس يونانية (راجع الآية ٦ +). في إنجيل مرقس، تدخل هاتان الروايتان في سلسلتين متوازيتين لهما طابع التعليم المسيحي (راجع ٦ / ٣٠ +) وتشددان على علامات الرسالة وسلطة يسوع وعلى تصلب الفريسيين وقلة فهم التلاميذ (راجع 6 / 52 +، و 8 / 14 +، و 8 / 21 +). وإلى جانب ذلك، فإن مرقس، بجعله الرواية الثانية في أرض وثنية (راجع 7 / 31 +)، يشير إلى امتداد عمل يسوع إلى الوثنيين.
(2) في هذه الرواية، تبقى المبادرة ليسوع. ولا يظهر دور التلاميذ إلا في الآيتين 6 - 7 (راجع 6 / 37 -).
(3) تذكر هذه الألفاظ ب‍ يش 9 / 6 و 9 واش 60 / 4.
لا شك أن هذا التشابه لم يخف على الجماعات التي كان الوثنيون يقبلون فيها للمشاركة في مائدة الرب.
(4) ليس هذا العمل سوى " البركة " الوارد ذكرها في 6 / 41. نجد الفرق نفسه في المفردات بين مر 14 / 22 - 24 ومتى 24 / 26 - 28 من جهة (يرجح أنها رواية صادرة عن تقليد يهودي مسيحي)، و 1 قور 11 / 23 - 25 ولو 22 / 19 - 20 من جهة أخرى (رواية من تقليد يوناني).
(5) رأى بعضهم في رقم " سبعة " (الآية 5)، إما الرقم الكامل، وإما إشارة إلى جماعة السبعة الذين تولوا خدمة موائد اليونانيين، على ما ورد في رسل 6 / 1 - 6، وإما إشارة إلى الأمم السبعين التي كان عالم الوثنيين منقسما إليها عادة (راجع لو 10 / 1).
(6) مكان لا يعرف، وكذلك مجدان الوارد ذكرها في متى 15 / 39.
(7) راجع تث 18 / 20 - 22 واش 7 / 10 - 14. بعد " الآيات " التي أجراها يسوع، يدل هذا الطلب على عمى الفريسيين. ولذلك انصرف يسوع في الآية 13.
(١٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة