الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ١٤١
11 وكان يرعى هناك في سفح الجبل قطيع كبير من الخنازير (7). 12 فتوسلت إليه الأرواح النجسة قالت: " أرسلنا إلى الخنازير فندخل فيها "، 13 فأذن لها. فخرجت الأرواح النجسة ودخلت في الخنازير، فوثب القطيع من الجرف إلى البحر، وعدده نحو ألفين، فغرقت الخنازير في البحر (8). 14 فهرب الرعاة ونقلوا الخبر إلى المدينة والمزارع، فجاء الناس ليروا ما جرى. 15 فلما وصلوا إلى يسوع، شاهدوا الرجل الذي كان ممسوسا جالسا لابسا صحيح العقل، ذاك الذي كان فيه جيش من الشياطين، فخافوا. 16 فأخبرهم الشهود بما جرى للممسوس وبخبر الخنازير. 17 فأخذوا يسألون يسوع أن ينصرف عن بلدهم.
18 وبينما هو يركب السفينة، سأله الذي كان ممسوسا أن يصحبه. 19 فلم يأذن له، بل قال له: " إذهب إلى بيتك إلى ذويك، وأخبرهم بكل ما صنع الرب إليك وبرحمته لك ". 20 فمضى وأخذ ينادي في المدن العشر بكل ما صنع يسوع إليه، وكان جميع الناس يتعجبون.
[شفاء منزوفة وإحياء ابنة يائيرس] 21 ورجع يسوع في السفينة إلى الشاطئ المقابل، فازدحم عليه جمع كثير، وهو على شاطئ البحر. 22 فجاء أحد رؤوساء المجمع (9) اسمه يائيرس. فلما رآه ارتمى على قدميه، 23 وسأله ملحا قال: " ابنتي الصغيرة مشرفة على الموت. فتعال وضع يديك عليها لتبرأ وتحيا ".
24 فذهب معه وتبعه جمع كثير يزحمه.
25 وكانت هناك امرأة (10) منزوفة منذ اثنتي عشرة سنة، 26 قد عانت كثيرا من أطباء كثيرين، وأنفقت كل ما عندها فلم تستفد شيئا، بل صارت من سيئ إلى أسوأ، 27 فلما سمعت بأخبار يسوع، جاءت بين الجمع من خلف ولمست رداءه، 28 لأنها قالت في نفسها: " إن لمست ولو ثيابه برئت " (11).
29 فجف مسيل دمها لوقته، وأحست في جسمها أنها برئت من علتها. 30 وشعر يسوع لوقته بالقوة التي خرجت منه، فالتفت إلى الجمع وقال:
" من لمس ثيابي؟ " 31 فقال له تلاميذه: " ترى الجمع يزحمك وتقول: من لمسني؟ " 32 فأجال طرفه ليرى التي فعلت ذلك. 33 فخافت المرأة

(7) وجود الخنازير، وهي حيوانات نجسة في نظر اليهود، يدل على نجاسة الأرض الوثنية.
(8) يعبر هذا الغرق عن نهاية سلطان الشيطان على المنطقة وعن تحريرها من النجاسة.
(9) كانت لقب " رئيس المجمع " يدل على المسؤول عن العبادة في المجمع، لكنه كان يطلق أيضا على وجهاء الجماعة.
(10) عن طريقة إدراج رواية في رواية أخرى، راجع 3 / 20 +. في روايتي المعجزات، يشدد مرقس على الإيمان (الآيات 34 - 36) والخلاص (الآيتين 23 و 28) الذي يحصل عليه بلمس يسوع (الآيات 23 / 27 - 30 و 41).
والمعجزتان هما سريتان. من جهة أخرى: الأولى بطبيعة الحال، والثانية بإرادة يسوع.
(11) يفترض هذا التفكير أن هناك قوة تعمل باللمس (راجع 3 / 10 و 6 / 56 ولو 6 / 19 ورسل 5 / 15 و 19 / 11 - 12). وستشدد الرواية فيما بعد على قيمة لمس المرأة المجهولة، وهو لمس يختلف كل الاختلاف عن لمس الجمع الذي يزحم يسوع (الآيات 30 - 32). إنه فعل إيمان (الآية 34)، فإيمان المرأة يميز في يسوع القدرة الإلهية على الخلاص.
(١٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة