الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٧٢١
[رسالة القديس يعقوب] [مدخل] تبدو رسالة يعقوب، لأول وهلة، خالية من الغموض. فهي تبتدئ بعبارة مألوفة في الرسائل ذكر فيها اسم الكاتب، ثم وصف بأنه مسيحي ذو شأن. وقد كتبت بلغة يونانية حسنة جدا. وورد في الفصلين 2 و 3 فقر وجيزة أنشئت على نمط التقريع الذي كانت تعتمده كثيرا الفلسفة الشعبية. ولم يستعمل الكاتب الأصل العبري للكتاب المقدس، بل يبدو أنه استعمل استعمالا متواصلا الترجمة اليونانية لما استشهد بالعهد القديم. هذا كله يدل على أصل هليني للرسالة. والجدال الشديد الوارد في 2 / 14 - 26، لرد تفسير فيه شطط للتعليم الذي تناول فيه بولس الخلاص بالإيمان من غير الأعمال، يتيح لنا أن ننسب على وجه أكيد تاريخ إنشاء الرسالة إلى ما بعد نصف القرن الأول بقليل، وهو الوقت الذي أصاب الرسول بولس نجاحا كبيرا في قيامه برسالته. ويبدو أن خلو الرسالة من كل تلميح سياسي، ومن كل ذكر لهيكل أورشليم، ينفي الاحتمال بأنها كتبت في زمن الثورة اليهودية التي وقعت في 66 - 70 والسنوات العشر التي تبعتها. وآخر الأمر، لا تحتوي رسالة يعقوب على أي شرح عقائدي كالذي يجعل رسائل بولس أو يوحنا جذابة، وإن عسيرة. فإن رسالة يعقوب لا تعرض سوى تعليم خلقي مبتذل في بعض الأحيان وتقتبس على كل حال أشياء كثيرة من أصول الأخلاق الهلينية في ذلك الزمن.
[بعض المشكلات] يكمن، تحت هذا الصفاء الظاهر، مشكلات عويصة أحس بها التقليد القديم، فتردد كثيرا في أن يجعل لرسالة يعقوب المكانة التي جعلها لرسائل بولس. وأحصى جميع المسيحيين رسالة بطرس الأولى ورسالة يوحنا في عداد الأسفار المقدسة منذ القرن الثاني، في حين أن رسالة يعقوب لم تحظ بمكان في العهد الجديد إلا بتدرج بطئ جدا، منذ أول القرن الثالث. ولم تحصل إلا في آخر القرن الرابع، وبعد مناقشات طويلة في الغرب، على الصفة القانونية التي كان الشريق قد اعترف بها لها على نحو إجماعي. ومن المعروف أن لوثر بعث الجدل في أمر هذه الرسالة، وقد بدا له تعليمها " رسوليا " على نحو قليل جدا، حتى أنه كان يذهب إلى القول أحيانا أنها مؤلف يهودي تجب إزالته من قانون الكتاب
(٧٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 715 716 717 718 719 721 722 723 724 725 726 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة