الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ١٥١
أعماق نفسه وقال: " ما بال هذا الجيل (9) يطلب آية؟ الحق أقول لكم: لن يعطى هذا الجيل آية! " 13 ثم تركهم وعاد إلى السفينة فركبها وانصرف إلى الشاطئ المقابل.
[خمير الفريسيين وهيرودس] 14 فنسوا أن يأخذوا خبزا (10) ولم يكن عندهم في السفينة سوى رغيف واحد. 15 وأخذ يوصيهم فيقول: " تبصروا واحذروا خمير الفريسيين (11) وخمير هيرودس! " 16 فجعلوا يتجادلون لأنه لا خبز عندهم. 17 فشعر يسوع بأمرهم فقال لهم: " ما بالكم تتجادلون لأنه لا خبز عندكم؟ ألم تدركوا حتى الآن وتفهموا؟ (12) ألكم قلوب قاسية؟ (13) 18 ألكم عيون ولا تبصرون، وآذان ولا تسمعون؟ (14) ألا تذكرون، 19 إذ كسرت الأرغفة الخمسة للخمسة الآلاف، فكم قفة مملوءة كسرا رفعتم؟ " قالوا له: " اثنتي عشرة "، 20 " وإذ كسرت الأرغفة السبعة للأربعة الآلاف، فكم سلة من الكسر رفعتم؟ " قالوا: " سبعا ".
21 فقال لهم: " ألم تفهموا حتى الآن؟ " (15).
[شفاء أعمى في بيت صيدا] 22 ووصلوا إلى بيت صيدا فأتوه بأعمى (16)، وسألوه أن يضع يديه عليه.
23 فأخذ بيد الأعمى، وقاده إلى خارج القرية، ثم تفل في عينيه، ووضع يديه عليه وسأله:
" أتبصر شيئا؟ " 24 ففتح عينيه (17) وقال:

(8) الترجمة اللفظية: " ليمتحنوه "، بسوء نية.
(9) ترد كلمة " جيل " عادة في أقوال رفض أو إدانة (متى 11 / 16 و 12 / 39 و 16 / 4 ولو 11 / 29 ورسل 2 / 40 وفل 2 / 15) وتلمح إلى نصوص ك‍ تث 32 / 5 ومز 95 / 10.
موقف الفريسيين تكرار لموقف الشعب في البرية فقد كان يجرب الله (الآية 11)، طالبا باستمرار براهين جديدة عن قدرته (راجع عد 14 / 11 و 22).
(10) بعد الفريسيين، يبدو أن " التلاميذ " أنفسهم أصيبوا بالعمى (الآيات 14 - 21). فسيوجه إليهم يسوع من التوبيخ (الآيتان 17 - 18) ما وجهه إلى الذين في خارج الجماعة في 4 / 12.
(11) كان " الخمير " يعد مصدر نجاسة وفساد (1 قور 5 / 6 - 8 وغل 5 / 9) ويرمز، في نظر الربانيين، إلى ميول الإنسان الرديئة. في إنجيل مرقس، يبدو أنه يدل على عداء الفريسيين (راجع 2 - 3 / 6 و 7 / 1 - 13 و 8 / 11 - 13) وهيرودس ليسوع (راجع 6 / 14 - 29). والتلاميذ في خطر من أن يكون لهم مثل ذلك الشعور، إن استمروا في مقاومتهم جهود يسوع ليكشف لهم المعنى الحقيقي للرسالة التي يريد أن يشركهم فيها.
(12) راجع 4 / 13 و 7 / 18.
(13) راجع 3 / 5 و 6 / 52 +.
(14) راجع ار 5 / 21 وحز 12 / 2.
(15) إن أقوال يسوع هذه تلفت الانتباه إلى كل ما يظهر، من رسالته وشخصه، في هذا القسم من الكتاب، حيث كثرت العلامات التي لم يدرك معناها. في حال افتراض أن هناك حدثا واحدا في نشأة الروايتين الملخصتين هنا، لا بد من التسليم بأن مرقس يستعمل أقوال يسوع مكيفا إياها للتعليم المسيحي.
(16) راجع 7 / 32 +. بعد التوبيخات الموجهة إلى التلاميذ (الآيات 14 - 21)، وقبل شهادة إيمانهم الأولى (الآيات 27 - 30)، لا شك أن الشفاء العسير التدريجي للأعمى عن يد يسوع يعطي فكرة، في نظر مرقس، عن سلطانه المنير وجهوده لفتح عيون تلاميذه. وهناك شفاء آخر لأعمى سيجري في نهاية تعليمه على رسالته الوارد ذكره في 10 / 46 - 52.
(17) أو " فرفع عينيه " أو " فأبصر ".
هذه الرواية (الآيات 27 - 30)، الممهد لها منذ 6 / 14 - 16 (راجع الحواشي)، تبين كيف أن التلاميذ، الذين يعبر بطرس عن إيمانهم، لا يكتفون بأجوبة غير وافية حول شخص يسوع، بل يكتشفون أنه هو المخلص.
(١٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة