الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ١٤٥
[معجزة الخبز والسمك الأولى] 30 واجتمع الرسل (27) عند يسوع (28)، وأخبروه بجميع ما عملوا وعلموا (29). 31 فقال لهم: " تعالوا أنتم إلى مكان قفر تعتزلون فيه، واستريحوا قليلا ". لأن القادمين والذاهبين كانوا كثيرين حتى لم تكن لهم فرصة لتناول الطعام.
32 فمضوا في السفينة إلى مكان قفر يعتزلون فيه.
33 فرآهم الناس ذاهبين، وعرفهم كثير منهم، فأسرعوا سيرا على الأقدام (30) من جميع المدن وسبقوهم إلى ذلك المكان. 34 فلما نزل إلى البر رأى جمعا كثيرا، فأخذته الشفقة عليهم (31)، لأنهم كانوا كغنم لا راعي لها، وأخذ يعلمهم أشياء كثيرة. 35 وفات الوقت (32)، فدنا إليه تلاميذه وقالوا: " المكان قفر وقد فات الوقت، 36 فاصرفهم ليذهبوا إلى المزارع والقرى المجاورة، فيشتروا لهم ما يأكلون ". 37 فأجابهم: " أعطوهم أنتم ما يأكلون " (33). فقالوا له: " أنذهب فنشتري

(27) يسمى الاثنا عشر " رسلا " (في إنجيل مرقس هنا فقط، وفي 3 / 14 بحسب بعض المخطوطات) بصفتهم " مرسلي " يسوع، الذي يقدمون له عرضا عن مهمتهم (راجع 6 / 7 - 13 ومتى 10 / 2 +، ولو 6 / 13 +).
(28) في الجزء الذي يلي (6 / 30 - 8 / 26)، لدينا روايتان تشكلان محور النص، يغذي يسوع فيهما الجمع (6 / 30 - 44 و 8 / 1 - 9) وهناك تواز بين الأحداث التي تلي كلا من الروايتين: عبور البحيرة (6 / 45 - 56 و 8 / 10) ومناظرة مع الفريسيين (7 / 1 - 23 و 8 / 11 - 13) وجدال حول الخبز (7 / 24 - 30 و 8 / 14 - 21) وشفاء (7 / 31 - 37 و 8 / 22 - 26). المقارنة مع يوحنا 6 في غاية الأهمية. في لاهوت مرقس تشديد على أهمية كشف يسوع سره لتلاميذه وعلى عدم فهمهم، وعلى العلاقة مع الفريسيين والوثنيين.
(29) إن الارتباط القائم بين الجزء التالي (راجع الحاشية السابقة) وتدريب الرسل على رسالتهم في المستقبل يشير إلى أن يسوع سيكشف لهم عن طبيعة مهمتهم الحقيقية بإطلاعهم على ما في عمله وشخصه من سر مخفي. ولقد شدد مرقس على التزامهم معه بالنظر إلى الجمع (الآيات 31 - 33) وعلى اشتراكهم الفعال في تعليمه (الآيتان 30 و 34) وفي واجب تغذية الجمع (الآيات 35 - 44).
(30) راجع متى 14 / 13 +.
(31) الداعي إلى " شفقة " يسوع (راجع 8 / 2) هو أنه لم يكن من يهتم بالشعب، فصورة القطيع الذي لا راعي له، وهي صورة مألوفة في الكتاب المقدس، تندد بعدم مبالاة الرؤساء المسؤولين (راجع متى 9 / 36 +) وتشير إلى أن يسوع يتصرف كالراعي المشيحي (حز 34 / 23 و 37 / 24)، على مثال موسى (عد 27 / 15 - 17 ومز 77 / 21) أو داود (مز 78 / 70 - 72)، وعلى مثال الله نفسه، راعي شعبه في البرية (مز 78 / 52 - 53 و 23 / 1 و 74 / 1 و 80 / 1 وحز 34 / 15).
(32) ما بين الآيات 35 - 44 و 8 / 1 - 9 + مواضيع مشتركة. فوجود ست روايات مماثلة في الأناجيل (2 في متى، و 2 في مرقس، و 1 في لوقا، و 1 في يوحنا)، يدل على فائدتها في نظر الكنيسة الأولى. لا شك أن هذه الفائدة ظهرت خاصة في اللقاءات حول عشاء الرب، كما تشير إليه مقارنة الآية 41 ب‍ 14 / 22 (رواية طقسية الأصل، راجع 8 / 6 +). ومن جهة أخرى، هناك وجوه شبه مدهشة تشهد، على ما يبدو، أنهم، بذكرهم هذه الرواية، كانوا يتذكرون معجزة لأليشاع (2 مل 4 / 42 - 44) والطعام الذي أعطاه الله في البرية (خر 16 وتث 8 / 3 و 16 ومز 78 / 24 - 25 و 29 و 105 / 40 وحك 16 / 20 - 26 و 1 قور 10 / 3). فكانوا ينظرون إلى تحقيق هذه النصوص في يسوع، تلك النصوص التي كان يعاد قراءتها في الدين اليهودي المعاصر لهم، نظرهم إلى الإنباء بأعمال الله والمشيح في آخر الأزمنة. عن استعارة الوليمة المشيحية، راجع اش 25 / 6 - 8 و 55 / 1 - 2 و 65 / 13 - 14 ومتى 8 / 11 و 22 / 1 - 4.
(33) يروي مرقس على وجه خاص كيف يرغم يسوع تلاميذه على العمل (الآيات 38 و 39 و 41) ويعدهم للمساهمة في عمله (راجع 3 / 14 - 15 و 6 / 7 و 12 و 13 و 30).
(١٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة