الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ١٤٤
المعجزات " (19) 15 وقال آخرون: " إنه إيليا " (20). وقال غيرهم: " إنه نبي كسائر الأنبياء " (21). 16 فلما سمع هيرودس قال:
" هذا يوحنا الذي قطعت أنا رأسه قد قام ".
[استشهاد يوحنا] 17 ذلك بأن هيرودس هذا كان قد أرسل إلى يوحنا من أمسكه (22) وأوثقه في السجن، من أجل هيروديا امرأة أخيه فيلبس (23) لأنه تزوجها. 18 فكان يوحنا يقول لهيرودس: " لا يحل لك أن تأخذ امرأة أخيك " (24).
19 وكانت هيروديا ناقمة عليه تريد قتله فلا تستطيع، 20 لأن هيرودس كان يهاب يوحنا لعلمه أنه رجل بار قديس. وكان يحميه. وإذا استمع إليه، وقع في حيرة كبيرة (25)، وكان مع ذلك يسره الاصغاء إليه.
21 وجاء يوم موافق إذ أقام هيرودس في ذكرى مولده مأدبة للأشراف والقواد وأعيان الجليل. 22 فدخلت ابنة هيروديا (26) هذه ورقصت، فأعجبت هيرودس وجلساءه. فقال الملك للصبية: " اطلبي مني ما شئت أعطك ". 23 وأقسم لها: " لأعطينك كل ما تطلبين مني، ولو نصف مملكتي ". 24 فخرجت وسألت أمها: " ماذا أطلب؟ " فقالت: " رأس يوحنا المعمدان ". 25 فدخلت مسرعة إلى الملك وطلبت فقالت: " أريد أن تعطيني في هذه الساعة على طبق رأس يوحنا المعمدان ".
26 فاغتم الملك، ولكنه من أجل أيمانه ومراعاة لجلسائه، لم يشأ أن يرد طلبها. 27 فأرسل الملك من وقته حاجبا وأمره بأن يأتي برأسه. فمضى وقطع رأسه في السجن، 28 وأتى برأس يوحنا على طبق، فأعطاه للصبية والصبية أعطته لأمها. 29 وبلغ الخبر تلاميذه، فجاؤوا فحملوا جثمانه ووضعوه في قبر.

(19) الترجمة اللفظية: " ولذلك تعمل فيه القدرات ".
(20) راجع 9 / 11 +، ومتى 17 / 3 +.
(21) كانوا يظنون أنه لم يعد هناك " نبي " منذ زمن بعيد، فكانت سلطة يسوع (راجع 1 / 21 - 28) توحي بأن نبيا كالأنبياء القدماء، قد يكون نبي آخر الأزمنة (راجع تث 18 / 15 و 18 ويو 6 / 14 ورسل 3 / 22 - 23)، قد ظهر (فهم لوقا 9 / 8 إن أحد الأنبياء القدماء عاد إلى الحياة).
(22) هذه الرواية (الآيات 17 - 29) أكثر تفصيلا من رواية متى، وتمكن مقارنتها برواية يوسيفس. ذكر يوسيفس أن هيرودس انتيباس قتل يوحنا. بعد أن سجنه لأسباب سياسية. ولقد عدت هزيمته أمام ملك النبط، الذي كان هيرودس قد طلق ابنته ليتزوج هيروديا، عقابا من الله لمقتل يوحنا المعمدان. إن رواية مرقس لا تنقض رواية الأحداث هذه (الآية 17 +)، وهي ذات فائدة دينية: في إنجيل مرقس، هي الرواية الوحيدة التي لا تتعلق مباشرة بيسوع، لكنها ليست غريبة عن غرض الإنجيل، ففي يوحنا تمت عودة إيليا سابقا للمشيح، ومصيره صورة سابقة لمصير يسوع (راجع 9 / 11 - 13).
(23) كتب يوسيفس أن " هيروديا " كانت امرأة أحد إخوة هيرودس انتيباس، وكان اسمه هيرودس أيضا وكان يقيم في رومة. وهناك أخ آخر هو فيلبس، أمير الربع على ايطورية وطراخونيطس (راجع لو 3 / 1 ومتى 14 / 3 +. ولقد تزوج سالومه، ابنة هيروديا. أما هيروديا هذه، فكانت حفيدة هيرودس الكبير وابنة أخي هيرودس انتيباس.
(24) راجع متى 14 / 4 +.
(25) قراءة مختلفة: " عمل أشياء كثيرة " أو " طرح عليه أسئلة كثيرة ".
(26) قراءة مختلفة: " ابنته هيروديا ".
(١٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة