الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٦٥١
[رسائل القديس بولس الرعائية] [مدخل] إن الرسالتين إلى طيموتاوس والرسالة إلى طيطس تؤلف، في مجموعة رسائل بولس، فئة متجانسة في كل من الوجهتين الأدبية والعقائدية. وإذا استثنيت البطاقة الوجيزة إلى فيلمون، فهي وحدها بين رسائل بولس وجهت إلى أشخاص دعوا بأسمائهم. وتعود تسميتها " الرسائل الرعائية " إلى أول القرن الثامن عشر، وقد أصبحت تقليدية، وهي تبرز الطابع الخاص بهذه المؤلفات التي تتضمن قبل كل شئ إرشادات موجهة إلى " رعاة " الكنائس.
[المرسل إليهما] [طيموتاوس] لدينا عليه أخبار ثقة جاءتنا من لوقا في سفر أعمال الرسل، أو من بولس نفسه. لقي بولس المرة الأولى في لسترة ذلك الذي أصبح بعدئذ " معاونه " الأمثل. وكانت لسترة مدينة من ليقاونية ومستعمرة رومانية، أنشأها أوغسطس في نحو السنة 6 ق. م. كان طيموتاوس من أهل اليسر المعروفين في المدينة.
وكان أبوه " يونانيا "، كما كان يقال (رسل 16 / 1)، أي إنه لم يكن من الأهلين الذين كانوا يتكلمون اللغة الليقاونية، وكانت سمعتهم دون الحسنة. ويقدر أن طيموتاوس كان وثنيا لأنه لم يختن في اليوم الثامن بحسب الشريعة اليهودية. وكانت أمه اونقة يهودية، فصارت مسيحية (رسل 16 / 1)، وكانت جدته لئيس على إيمان " لا عوج فيه " (2 طيم / 5)، فعلمتاه الكتب المقدسة منذ نعومة أظفاره (2 طيم 3 / 15).
لما شرع طيموتاوس في العمل مع بولس، كان في سن الحداثة إلى حد ما. فقد كتب إليه بولس بعد ذلك بخمس عشرة سنة: " لا يستخفن أحد بشبابك " (1 طيم 4 / 12 وراجع 5 / 1 و 2 طيم 2 / 22). وكان يميل في تصرفه إلى الحياء والانقباض. وكان نحيفا تنتابه وعكات كثيرة، وكل واحد يعلم كيف وبخه بولس بلهجة المودة في هذا الموضوع: " لا تقتصر بعد اليوم على شرب الماء واشرب قليلا من الخمر من أجل معدتك وأمراضك الملازمة " (1 طيم 5 / 23). ختنه بولس (رسل 16 / 3) لتجنب المتاعب التي يثيرها المسيحيون المتهودون. " ووضع عليه جماعة الشيوخ أيديهم " (1
(٦٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 646 647 648 649 650 651 652 653 654 655 656 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة