الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ١٤٠
شديدة (25) وأخذت الأمواج تندفع على السفينة حتى كادت تمتلئ. 38 وكان هو في مؤخرها نائما على الوسادة، فأيقظوه وقالوا له: " يا معلم، أما تبالي أننا نهلك؟ " 39 فاستيقظ وزجر الريح وقال للبحر: " اسكت! إخرس! " (26) فسكنت الريح وحدث هدوء تام. 40 ثم قال لهم: " ما لكم خائفين هذا الخوف؟ (27) أإلى الآن لا إيمان لكم؟ " 41 فخافوا خوفا شديدا وقال بعضهم لبعض: " من ترى هذا حتى تطيعه الريح والبحر؟ " (28).
[طرد الشيطان عن رجل] [5] 1 ووصلوا إلى الشاطئ الآخر من البحر إلى ناحية الجراسيين (1). 2 وما إن نزل من السفينة حتى تلقاه رجل فيه روح نجس قد خرج من القبور (2). 3 وكان يقيم في القبور، ولا يقدر أحد أن يضبطه حتى بسلسلة. 4 فكثيرا ما ربط بالقيود والسلاسل فقطع السلاسل وكسر القيود.
ولم يكن أحد يقوى على قمعه. 5 وكان طوال الليل والنهار في القبور والجبال، يصيح ويرضض جسمه بالحجارة. 6 فلما رأى يسوع عن بعد أسرع إليه وسجد له 7 وصاح بأعلى صوته: " ما لي ولك (3)، يا يسوع ابن الله العلي؟ (4) أستحلفك بالله لا تعذبني ". 8 لأن يسوع قال له: " أيها الروح النجس، أخرج من الرجل ". 9 فسأله: " ما اسمك؟ " فقال له:
" اسمي جيش (5)، لأننا كثيرون ". 10 ثم سأله ملحا ألا يرسلهم إلى خارج الناحية (6).

(25) تهب على بحيرة طبريا عواصف وزوابع مفاجئة، إذا تنازعتها رياح آتية من البحر المتوسط ورياح آتية من الصحراء السورية.
(26) يوحي اضطراب البحر بأن هناك هجوم شيطان قهره يسوع بكلمته: في 1 / 25 ينتهر روحا شريرا ويسكته.
(27) قراءة مختلفة: " ما بالكم لا إيمان لكم؟ ".
المقصود في إنجيل مرقس هو الإيمان بيسوع وبالقدرة الإلهية التي تعمل عن يده.
(28) راجع 1 / 27: الأرواح النجسة يطيعونه.
السيطرة على البحر الهائج، وهو مثال القوى المعارضة لله، هي من خصائص سلطان الله (راجع مز 89 / 10 و 93 / 3 - 4 و 107 / 23 - 32).
(1) قراءتان مختلفتان: " الجدريين " (بالتمثل ب‍ متى 8 / 28)، " الجرجسيين " (باقتراح من أوريجينس). جراسة بعيدة عن البحيرة وأبعد من أن تصلح للمدينة الوارد ذكرها في الآية 14. وقد تدل أرض الجراسيين، في نظر مرقس، على كل المنطقة الواقعة إلى شرق البحيرة. مغزى الرواية هو أن سلطة يسوع على الشياطين تمتد إلى أرض الوثنين أيضا (الآية 2 + والآية 11 + والآية 20 +).
(2) كانت هذه القبور تحفر في الصخر أو كانت عبارة عن مغاور طبيعية، فكانت تصلح لأن تكون ملاجئ وتبدو هنا أماكن نجسة (راجع اش 65 / 4).
(3) راجع 1 / 24 +.
(4) راجع 1 / 24 +، و 1 / 34 +، و 3 / 11. سجود الممسوس هو كاف للتعبير عن سيادة ابن الله.
(5) كان عزامو ذلك الزمان يعتقدون بأن معرفة " اسم " أحد الشياطين تولي السلطان عليه. فيسوع يرغم الشيطان على التصريح باسمه. " جيش ": في الأصل فرقة (كانت الفرقة الرومانية مؤلفة من ستة آلاف رجل)، والمعنى هو عدد كبير، علما بأن كثرة عدد الشياطين تدل على جسامة المس من الروح الشرير (راجع متى 12 / 45 ولو 8 / 2 +، و 8 / 27). وفي النص تتجاوز الرواية قضية هذا المريض وتشير إلى انتصار يسوع على مملكة الشيطان (راجع 3 / 23 - 27).
(6) يشير هذا الأمر إلى مصدر الرواية الشعبي، فقد كانوا يعتقدون بأن يجب على الشيطان المطرود أن يبحث عن ملجأ آخر (راجع متى 12 / 43). انتبه إلى التردد بين المفرد والجمع للدلالة على " الجيش ".
(١٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة