الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ١٣٨
12 فينظرون نظرا ولا يبصرون ويسمعون سماعا ولا يفهمون لئلا يرجعوا فيغفر لهم " (12).
[تفسير مثل الزارع] 13 وقال لهم: " أما تفهمون هذا المثل؟ (13) فكيف تفهمون سائر الأمثال؟
14 الزارع يزرع كلمة الله (14). 15 فمن كانوا بجانب الطريق حيث زرعت الكلمة، فهم الذين يسمعونها فيأتي الشيطان لوقته ويذهب بالكلمة المزروعة فيهم. 16 وهؤلاء هم الذين زرعوا في الأرض الحجرة، فإذا سمعوا الكلمة قبلوها من وقتهم فرحين، 17 ولكن لا أصل لهم في أنفسهم، فلا يثبتون على حالة. فإذا حدثت بعد ذلك شدة أو اضطهاد من أجل الكلمة، عثروا لوقتهم. 18 وبعضهم الآخر زرعوا في الشوك، فهؤلاء هم الذين يسمعون الكلمة، 19 ولكن هموم الحياة الدنيا وفتنة الغنى وسائر الشهوات تداخلهم فتخنق الكلمة، فلا تخرج ثمرا. 20 وهؤلاء هم الذين زرعوا في الأرض الطيبة، فهم الذين يسمعون الكلمة ويتقبلونها فيثمرون الواحد ثلاثين ضعفا والآخر ستين وغيره مائة ".
[مثل السراج] 21 وقال لهم (15): " أيأتي (16) السراج ليوضع تحت المكيال أو تحت السرير؟ ألا يأتي ليوضع على المنارة؟ 22 فما من خفي إلا سيظهر، ولا من مكتوم إلا سيعلن (17). 23 من كان له أذنان تسمعان فليسمع! ".

(١٢) كان نص أشعيا (٦ / ٩ - ١٠) ينبئ بفشل النبي الذي كان من شأن وعظه أن يظهر مسؤولية الشعب المتصلب. ولقد استعملت الكنيسة الأولى هذا النص في كلامها على فشل الرسالة المسيحية لدى الشعب اليهودي، علما بأن تصلبه كان يبدو واردا في أقوال الأنبياء وفي التدبير الإلهي (يو 12 / 39 - 41 ورسل 28 / 26 - 28). تسبق الشاهد " الفاء السببية " التي تعبر، لا عن رغبة من قبل يسوع في حجب رسالته ومنع " الذين في الخارج " من الاهتداء، بل عن مطابقة موقف الناس من تعليمه لما ورد في الكتاب المقدس وفي التدبير الإلهي الخفي.
(13) أول ذكر لموضوع كثيرا ما تناوله مرقس، هو موضوع قلة فهم التلاميذ (6 / 52 و 7 / 18 و 8 / 17 - 18 و 21 و 33 و 9 / 10 و 32 و 10 / 38 وراجع 8 / 32 +).
(14) يتسم تفسير مثل الزارع (الآيات 14 - 20) بطابع استعماله في الكنيسة الأولى (معنى " الكلمة " الاصطلاحي، المعادل ل‍ " البشارة "، وتلميح إلى الاضطهادات، والحث على الإعراض عن هموم الدنيا).
والاهتمام الذي كان يدور، في المثل، حول خصب الزرع، ينتقل الآن إلى استعدادات السامعين الباطنية.
(15) لا يزال الكلام التالي موجها، في نظر مرقس، إلى التلاميذ (وقال " لهم "، الآيتان 21 و 24) كما أنه لا يزال يوضح أسباب لجوء يسوع إلى الأمثال. ولا تتسم استعارات " السراج " و " الكيل " بطابع الأمثال المذكورة في الآيات 3 - 9 و 26 - 29 و 30 - 32. وبعد الآيتين 11 - 12، تعود استعارة السراج فتشدد على سرية ما يظهر في تعليم يسوع وما لا بد أن يعلن يوما من الأيام. أما صورة الكيل فإنها تشدد على أهمية استعدادات السامعين الباطنية.
(16) " يأتي ". استعمال غريب لفعل " أتى "، فلعله يشير إلى مجئ المسيح (1 / 7 و 2 / 17 و 10 / 45).
(17) فلا بد إذا من أن يكشف السر المخفى في الأمثال، وإن لم يكشف عنه أول الأمر إلا للتلاميذ. يشير هذا الكلام، في هذه الظروف، في نظر مرقس، إلى أن " السر " المشيحي لا بد أن يعلن.
(١٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة