الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ١٣٧
3 " إسمعوا! هو ذا الزارع خرج ليزرع. 4 وبينما هو يزرع، وقع بعض الحب على جانب الطريق، فجاءت الطيور فأكلته. 5 ووقع بعضه الآخر على أرض حجرة لم يكن فيها تراب كثير، فنبت من وقته لأن ترابه لم يكن عميقا.
6 فلما أشرقت الشمس احترق، ولم يكن له أصل فيبس. 7 ووقع بعضه الآخر في الشوك، فارتفع الشوك وخنقه فلم يثمر. 8 ووقعت الحبات الأخرى (3) على الأرض الطيبة، فارتفعت ونمت وأثمرت (4)، بعضها ثلاثين، وبعضها ستين، وبعضها مائة " (5). 9 وقال:
" من كان له أذنان تسمعان فليسمع! " (6).
[غاية يسوع من الأمثال] 10 فلما اعتزل الجمع (7)، سأله الذين حوله (8) مع الاثني عشر عن الأمثال. 11 فقال لهم (9): " أنتم أعطيتم سر ملكوت الله. وأما سائر الناس (10) فكل شئ يلقى إليهم بالأمثال (11)

(٣) يدل استعمال الجمع على أن الاهتمام يتناول خصب كل حبة من الحبوب.
(٤) قراءة مختلفة: " وأعطى ثمرا ارتفع ونمى ".
(٥) راجع متى ١٣ / ٨ +. فالمثل يميز إذا بين أسباب الفشل الآتية من الخارج وخصب الحب حين يقع في الأرض الطيبة. ويظهر هذا الخصب في الارتفاع التدريجي للأرقام.
(٦) راجع تث ٢٩ / ٣ ومز ١١٥ / ٦. هذه الدعوة إلى الانتباه لإدراك فحوى تعليم مجازي (٤ / ٢٣ و ٧ / ١٦ ومتى ١١ / ١٥ و ١٣ / ٩ و ٤٣ ولو ٨ / ٨ و ١٤ / ٣٥ وراجع رؤ ٢ / ٧ و ١١ و ١٧ و ٢٩، الخ) تعزز دعوة الآية ٣ (" اسمعوا ").
فمن شأن المثل أن يحمل السامعين على التفكير فيتحقق مفعوله فيهم عندئذ.
(٧) إن تغير المشهد المفاجئ، بالنسبة إلى الآيتين ١ - ٢، مع أن وجود إطارهما مفترض في الآية ٣٦، يشدد على أهمية المحادثة الخاصة التي تبتدئ هنا وتستمر على الأرجح حتى الآية ٢٥. انطلاقا من أقوال ليسوع، يعبر مرقس هنا عن طريقة إدراكه لماذا تضرب الأمثال، آخذا بعين الاعتبار كيف رفض إسرائيل البشارة وكيف اختبرتها الكنيسة الأولى.
(8) " الذين حوله " (راجع 3 / 34) ليسوا الاثني عشر فقط (راجع 7 / 17 و 9 / 28 و 10 / 10 و 13 / 3): إنهم صورة سابقة لجماعة المسيحيين، وهي تختلف عن الجمع أو عن " الذين في الخارج " (الآية 11 +).
(9) الآيتان 11 - 12 تتجاوزان مثل الزارع الذي سيفسر في الآيات 13 - 20. إنهما يشملان، في نظر مرقس، مجمل التعليم بالأمثال. ينطوي هذا التعليم على " سر " لا يستطيع أحد أن يكشفه إلا الله: سر تدبيره ومجئ ملكوته النهائي (راجع دا 20 / 18 - 19 و 22 و 27 - 30، وروم 16 / 25 - 27 واف 1 / 9 و 3 / 9 و 6 / 19 وقول 1 / 26 - 27 و 2 / 2 و 4 / 3). وهذا السر، سر ملكوت الله، المخفى على الجميع حتى الآن، هو محور أعمال يسوع وأقواله، ويكشفه للذين حوله (راجع 3 / 23 +).
(10) هذه العبارة، المعروفة في الدين اليهودي (سي المقدمة، الآية 5) وفي الكنيسة الأولى (1 قور 5 / 12 - 13 وقول 4 / 5 و 1 تس 4 / 12)، تشير إلى وجود جماعة يكون بعض الناس غرباء عنها: يعتقد مرقس بأن اختبار الكنيسة يواصل اختبار يسوع (راجع الآية 10 +)، وبأن المسيحيين يشاركون في وحي لا نصيب لغير المؤمنين فيه.
(11) الترجمة اللفظية: " فكل شئ يصير بالأمثال " (التركيب نفسه في 5 / 25 ولو 4 / 32 و 2 قور 13 / 5 و 1 تس 2 / 7). يدعو التعارض مع هبة " السر " إلى ترجمة " أمثال " هنا ب‍ " ألغاز " (هذه هي الحال في حز 21 / 5 اليوناني وسي 39 / 2 - 3. الأدب الرؤيوي يحجب " الأسرار " السماوية ب‍ " أمثال " تقتضي تفسيرا). يفسر مرقس بهذا الكلام (الآية 12) سبب فشل كرازة يسوع ثم كرازة الكنيسة لدى كثير من الناس. ويشير أيضا إلى أن أمثال يسوع، من وجهها التعليمي الملئ بالاستعارات والقريب إلى عقول الأكثرين (الآية 33)، لا يدرك معناها إلا إذا فهم الناس إن قدرة الله قد ظهرت في يسوع. لكن سر عمله هذا بقي مغلقا على كثير من الناس.
(١٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة