الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ١٢٩
[دعوة التلاميذ الأولين] 16 وكان يسوع سائرا على شاطئ بحر الجليل (27)، فرأى سمعان وأخاه أندراوس يلقيان الشبكة في البحر، لأنهما كانا صيادين، 17 فقال لهما: " اتبعاني (28) أجعلكما صيادي بشر (29) ". 18 فتركا الشباك لوقتهما وتبعاه (30).
19 وتقدم قليلا فرأى يعقوب بن زبدى وأخاه يوحنا، فدعاهما لوقته فتركا أباهما زبدى في السفينة مع الاجراء وتبعاه.
[يسوع يعلم في كفرناحوم ويقهر الشيطان] 21 ودخلوا كفرناحوم. وما إن أتى السبت (31) حتى دخل المجمع وأخذ يعلم (32). 22 فأعجبوا بتعليمه، لأنه كان يعلمهم كمن له سلطان، لا مثل الكتبة.
23 وكان في مجمعهم رجل فيه روح نجس (33)، فصاح: 24 " ما لنا ولك (34) يا يسوع الناصري؟ أجئت لتهلكنا؟ أنا أعرف من أنت: أنت قدوس الله " (35). 25 فانتهره يسوع قال: " إخرس (36) واخرج منه! " 26 فخبطه

(٢٧) في نشأة البشارة، يرى أيضا مرقس دعوة التلاميذ الأربعة الذين سيكونون أعضاء في جماعة الاثني عشر (٣ / ١٣ - ١٩) ويرسلهم يسوع (٦ / ٧ - ١٣) فيكونون " رسله " (٦ / ٣٠). يضع مرقس هنا إذا، من دون أي تمهيد، هاتين الروايتين القصيرتين (في ٢ / ١٤ رواية ثالثة). ولقد وردتا في صيغة واحدة (راجع ١ مل ١٩ / ١٩ - ٢٠) وهما تظهران مبادرة يسوع في الدعوة وطاعة البشر في الاستجابة.
(٢٨) الترجمة اللفظية: " تعاليا ورائي ". راجع الآية ٧ +.
(٢٩) تطبق الاستعارة هنا على رسالة الاثني عشر في المستقبل، بالرغم من استعمالها السلبي في العهد القديم (حب ١ / ١٥ و ١٧) وكإنذار بالعقوبة (ار ١٦ / ١٦): فإن الاثني عشر، بإعلانهم البشارة، سيجمعون أناسا من أجل الدينونة ودخول ملكوت الله (راجع متى ١٣ / ٤٧ - ٥٠).
(٣٠) راجع متى ٤ / ٢٠ +. من " تبع " يسوع أصبح تلميذا. أما التخلي عن المهنة للعيش مع المعلم، فإنه يعبر عن جدة العيش مع يسوع، علما بأن اختبار الاثني عشر هو مثال للمؤمنين الذين سيسمعون نداء يسوع يدعوهم إلى التتلمذ له.
(٣١) في هذا المشهد (الآيات ٢١ - ٢٨) يجمع مرقس بين تعليم يسوع (الآيتان ٢١ - ٢٢) وانتصاره على روح الشر (الآيات ٢٣ - ٢٦) كأنهما تعبير واحد عن " سلطان " آت من الله (الآية ٢٧).
(٣٢) قل أن يوضح مرقس موضوع " تعليم يسوع "، لكنه يذكر غالبا أنه يعلم، كما أنه يذكر تأثيره الشديد في سامعيه (٦ / ٢ و ١٠ / ٢٦ و ١١ / ١٨). و " السلطة " التي يظهرها آتية من الله (١ / ٢٧ و ٢ / ١٠ و ١١ / ٢٨ - ٣٣ وراجع ١٣ / ٣٤). يوصف يسوع هنا مختلفا عن " الكتبة "، مفسري الشريعة الرسميين والمختصين بالكتب المقدسة، وكانوا يعتصمون بسلطة النصوص أو السنة.
(٣٣) عبارة ترد كثيرا للدلالة على الشيطان. إنه روح " نجس " لأن تأثيره مناقض لقداسة الله وشعبه. لقد رد هنا على قداسة يسوع ردا عنيفا (الآية ٢٤). عن الصلة بين المرض وتأثير الشيطان، راجع الآية ٣٢ +.
(٣٤) عبارة كتابية (قض ١١ / ١٢ و ٢ صم ١٦ / ١٠ و ١٩ / ٢٣ و ١ مل ١٧ / ١٨ ويو ٢ / ٤) لصد كل تدخل في غير مكانه أو للتعبير عن الرفض. إن الشيطان، الذي يتكلم بلسان المريض، فهم أن سلطانه على الإنسان قارب النهاية (راجع لو 10 / 18 ورؤ 20 / 10).
(35) الله وحده قدوس وقداسته تشمل كل ما هو له أو ما كرس له: فيسوع هو " قدوس الله " بكل معنى الكلمة، لأنه المسيح وابن الله. لا يبدو أن اليهود استعملوا هذا اللقب في كلامهم على المشيح (راجع يو 6 / 69 ورسل 3 / 14 و 4 / 27 و 30).
(36) راجع الآية 34 +.
(١٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة