الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ١٢٧
الخطايا. 5 وكانت تخرج إليه بلاد اليهودية كلها وجميع أهل أورشليم، فيعتمدون عن يده في نهر الأردن معترفين بخطاياهم (9).
6 وكان يوحنا يلبس وبر الإبل (10) وزنارا من جلد حول وسطه، وكان يأكل الجراد والعسل البري. 7 وكان يعلن فيقول: " يأتي بعدي من هو أقوى مني، من لست أهلا لأن أنحني فأفك رباط حذائه (11). 8 أنا عمدتكم بالماء، وأما هو فيعمدكم بالروح القدس " (12).
[اعتماد يسوع] 9 وفي تلك الأيام جاء يسوع من ناصرة الجليل، واعتمد عن يد يوحنا في الأردن (13).

(٨) " معمودية ". تستعمل هذه الكلمة في العهد الجديد للدلالة على معمودية يوحنا وعلى المعمودية المسيحية، وهي تشابه الكلمات الدالة على الاغتسال الذي كان يمارس في الدين اليهودي للاطهار من النجاسات الطقسية (يه ١٢ / ٧ وسي ٣٤ / ٢٥ ومر ٧ / ٤ وعب ٦ / ٢ و ٩ / ١٠). ولدينا شاهد، يعود إلى نهاية القرن الأول ق. م.، على وجود رتبة اغتسال الدخلاء في الدين اليهودي. وفي أيام يوحنا، انتشرت هذه الممارسة انتشارا واسعا. هذا شأن جماعة قمران حيث كان الاغتسال اليومي، المقتصر على الأعضاء الذين نذروا أنفسهم، يعبر عن مثالهم الأعلى في الطهارة، من غير أن يحل محل ما يلزم من التحول الباطني، وهم ينتظرون الأطهار الجذري (القانون ٢ / 25 - 3 / 12). تختلف معمودية يوحنا عن كل ذلك، فإنها معروضة على جميع الناس، ولا تمنح إلا مرة واحدة، كاستعداد أخير إلى الدينونة، إلى " معمودية " آخر الأزمنة (راجع 1 / 8 +). وهي تحتوي على شرط جوهري، أي " التحول الباطني " (راجع متى 3 / 2 +) وتهدف إلى " مغفرة الخطايا "، التي كانوا ينتظرونها من ذلك الحين، من حيث أنها هبة من ملكوت الله المعلن عنه (راجع الوعد باطهار إسرائيل: اش 1 / 16 و 4 / 4 وحز 36 / 25).
(9) يدل الفعل على اعتراف الإنسان بخطاياه بالقول، لا بمجرد القيام بالحركة. في الدين اليهودي المعاصر، كان الاعتراف بالخطايا يمارس في بعض الظروف (مثلا في رتب التكفير: راجع اح 5 / 5 - 6 و 26 / 40 و 2 أخ 6 / 37 ونح 1 / 6 ودا 9 / 20، أو في رتب تجديد العهد: راجع عز 10 / 1 ونح 9 / 2). وكان يعبر ذلك الاعتراف عن التوبة إلى الله لنيل غفرانه (راجع مز 32 / 5 ومثل 28 / 13 ولو 18 / 13 - 14 ويع 4 / 10 و 1 يو 1 / 9). ويرد ذكره في رسل 19 / 18 في صلة مع المعمودية المسيحية (راجع 20).
(10) وبر الإبل: شعر الجمال. في بعض المخطوطات:
" يلبس وبر الإبل "، أو " جلد الإبل " فقط. وقد تكون القراءة التي ترجمناها هنا، وهي قراءة معظم المخطوطات، قد تأثرت بنص متى 3 / 4 للتشديد على الشبه بين يوحنا وإيليا (2 مل 1 / 8).
(11) في نظر مرقس، تشير كرازة يوحنا إلى الذي " يأتي بعده "، وهذه العبارة، التي تدل على المرتبة، كما الأمر هو في المواكب (راجع 1 / 17 و 20 و 8 / 33 - 34)، تبرز التباين القائم بين يوحنا ويسوع: فالذي يأتي بعد هو " الأقوى " في الواقع. أن القوة، وهي من صفات المشيح (راجع اش 11 / 2 و 49 / 25 و 53 / 12 ومزمور سليمان 17 / 24)، ستظهر في صراع يسوع مع الشيطان (3 / 27 +). والذي يتقدم ليس في الواقع سوى خادم: فإن ربط الحذاء أو حله كان من أعمال العبيد (راجع يو 13 / 4 - 17).
(12) يشدد هذا الكلام على المسافة الفاصلة بين عمل يوحنا الذي يمتاز بمعمودية الماء وعمل المشيح بأنه معمودية الروح القدس. مرقس لا يذكر النار (راجع متى 3 / 11 +).
ليس المقصود هنا العنصرة (رسل 1 / 5) أو المعمودية المسيحية (رسل 11 / 16 و 19 / 1 - 6)، بقدر ما هو عمل الخلاص الذي افتتحه يسوع والتطهير والتقديس الأخيري بالروح القدس (كانت جماعة قمران تتوقع حدوثه في آخر الأزمنة).
(13) إن ظهور يسوع في الساحة العلنية تم كما يشير به يوحنا. لا يركز الاهتمام على معموديته بقدر ما يركز على الوحي السماوي الذي تبعها (الآيتان 10 - 11).
(١٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة