الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ١٣٤
الخبز المقدس، وأعطى منه للذين معه، وأكله لا يحل إلا للكهنة ". 27 وقال لهم: " إن السبت جعل للانسان، وما جعل الإنسان للسبت (26).
28 فابن الإنسان سيد السبت أيضا " (27).
[شفاء في السبت] [3] 1 ودخل ثانية (1) بعض المجامع وكان فيه رجل يده شلاء (2). 2 وكانوا يراقبونه ليروا هل يشفيه (3) في السبت ومرادهم أن يشكوه. 3 فقال للرجل ذي اليد الشلاء: " قم في وسط الجماعة ". 4 ثم قال لهم: " أعمل الخير يحل في السبت أم عمل الشر؟ أتخليص نفس أم قتلها؟ " (4) فظلوا صامتين. 5 فأجال طرفه فيهم (5) مغضبا مغتما لقساوة قلوبهم، ثم قال للرجل: " أمدد يدك ". فمدها فعادت يده صحيحة. 6 فخرج الفريسيون وتآمروا عليه لوقتهم مع الهيرودسيين (6) ليهلكوه (7).
[موجز أعمال يسوع في الجليل] 7 فانصرف يسوع إلى البحر ومعه تلاميذه (8)، وتبعه حشد كبير من الجليل، وجمع كثير من اليهودية، 8 ومن أورشليم وأدوم

(26) ليست هذه الفكرة غريبة في الدين اليهودي في ذلك الزمان، فإن واجب مراعاة السبت يسقط إذا نتج عن هذه المراعاة ضرر جسيم لانسان: راجع 1 مك 2 / 39 - 41.
(27) في نظر مرقس، " ابن الإنسان " (راجع متى 8 / 20 +) هو يسوع ولا شك، وهو يؤكد هنا سلطانه حتى على إنشاء السبت عن يد الله. هذا القول شأن القول الوارد في الآية 10. وهو لا يكتفي باستخلاص نتيجة من الآية 27، بل يستخرج من موقف يسوع في الآيات 23 - 27 المبدأ الذي يأخذ منه إلهامه.
(1) عبارة " ثانية " تحيل إلى 1 / 21. هذه الرواية لا تجري على الطريقة المألوفة في روايات المعجزات، فلا يركز الاهتمام هنا على الشفاء إلا لأن هذا الشفاء ينطوي على موضوع مناظرة في أمر السبت (الآيتان 2 و 4) ولأنه يتضمن جواب يسوع على النقاش.
(2) الترجمة اللفظية: " يابس اليد ".
(3) يقول الربانيون إنه لا يجوز تسكين ألم مريض في السبت إلا إذا كان في خطر الموت. ففي مسألة الأشل اليد امتحان يمكن من الحكم على موقف يسوع من هذا الموضوع.
(4) يميز يسوع بين العمل الذي يقوم به (عمل الخير أو شفاء مريض عاجز) وعمل خصومه الذين يراقبونه بسوء نية (عمل الشر والقتل، راجع الآية 6). وهناك تفسير آخر: كان من المسلم به أن شريعة السبت تسقط إذا كانت حياة الإنسان مهددة بالخطر. وليست الحالة هكذا هنا، لكن يسوع عمم هذا المبدأ على كل شفاء وعلى كل عمل صالح يقام به يوم السبت، لأن الامتناع عن الشفاء يساوي القتل، والامتناع عن عمل الخير يساوي عمل الشر. في كلتا الحالتين، نرى أن موقف يسوع من السبت يميل إلى جعل السبت في خدمة الخير والحياة (راجع يو 5 / 17 - 18).
(5) كثيرا ما يذكر مرقس أن يسوع " يجيل طرفه " (3 / 34 و 5 / 32 و 10 / 23 و 11 / 11 وراجع لو 6 / 10).
(6) " الهيرودسيون " هم أصدقاء أو أنصار هيرودس انتيباس، أمير ربع الجليل (من السنة 4 ق. م. إلى السنة 39 ب. م.). لم يكن ممكنا بدون تأييده أن ترفع دعوى على يسوع. هو الذي ألقى يوحنا المعمدان في السجن (6 / 17)، وكان يعادي يسوع، على ما ورد في لو 13 / 31 (راجع مر 8 / 15). سنرى الهيرودسيين إلى جانب الفريسيين في 12 / 13 يراقبون يسوع.
(7) أو " ليروا كيف يهلكونه ". لا شك أن المقصود هو اجتماع سري للتشاور، لا اجتماع رسمي. والآية 6، التي هي خاتمة 2 / 1 - 3 / 6، تنبئ بالآلام وتشير إلى جسامة الصراع وأهمية أقوال يسوع.
(8) في هذه الفقرة نظرة إجمالية إلى خدمة يسوع الرسولية وإلى استمالة قلوب الجموع. وبذلك يمهد مرقس السبيل إلى المقارنة بين هذه الخدمة وهذه الاستمالة وما هناك من معاداة ليسوع (2 / 1 - 3 / 6 و 3 / 20 - 35 *، ويشير إلى تجمع كل إسرائيل (الآيتان 7 - 8) حول ابن الله (الآية 11) ويمهد لإنشاء جماعة الاثني عشر (الآيات 13 - 20).
(١٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة