تزيد نسخة الأصل على غيرها وكيف كان فيكفي في هذه الاستغاثة الشريفة ما نقله السيد الجليل ونقله هو أيضا إلى آخر كلام أبي عثمان (ره) من دون هذه الزيادات.
وقال الشيخ الكفعمي في المصباح ومن رقاع الاستغاثات في الأمور المخوفات القصة الكشمردية تكتب الحمد وآية العرش ثم تكتب بسم الله الرحمن الرحيم من العبد الذليل وساق الكلام إلى قوله أو يطغى ثم قال ثم تدعو بما تختار وتكتب هذه القصة في قرطاس ثم تضع في بندقة طين طاهر نظيف ثم تقرأ عليها سورة ياسين ثم ترمي بها في بئر عميقة أو عين ماء عميقة تنج إن شاء الله تعالى انتهى كلامه علا مقامه وظاهره الوقوف على هذه القضية بطريق آخر غير ما تقدم والكل حسن وكل ناقل منهما ثقة أمين.
(أقول): ولم تزل القرامطة في دولتهم ومنكراتهم حتى أباد الله دولتهم وأخمد صولتهم بظهور الأمير عبد الله بن علي البيوني الأحسائي آل إبراهيم من ربيعة جد الأمير علي بن مقرب الشاعر الأديب فبقي يراوحهم ويغاديهم بالحرب مدة سبع سنوات وهو في أربعمائة رجل وربما تزيد قليلا حتى ذهبت أيامهم وعفت رسومهم وأعوامهم ومن جملة ما اتفق في إدبار أمرهم وقطع شرهم أن أبا البهلول العوام بن محمد بن الزجاج الذي أحدث قرية العوامية من بني عبد القيس تغلب على جزيرة أوال وانتزعها من أيديهم وطرد عاملهم عنها فلما سمعوا الخبر حشدوا الجنود الكثيرة من الأعراب وغيرهم وأتوا بهم إلى القطيف وكانت لهم فجهزوا ثلاثمائة سفينة مملوءة عساكر وعليهم أمير من جهتهم فلما توسطوا البحر بين البحرين والقطيف في الموضع المعروف إلى الآن بكسكوس عصفت بهم ريح عظيمة فاغرقتهم جميعا إلى أن صار ما ذكرناه من قطع أدبارهم وقلع آثارهم وقد أشار إلى ذلك الأديب