بسم الله الرحمن الرحيم (الهجر وهي الأحساء) نذكر هنا ما وقفنا عليه من أحوال علمائها وفضلائها وأدبائها وإن كان قليلا من كثير بل نقطة من غدير وذلك لعدم التصدي لهذا الشأن والترجمة لهذا العنوان ولم نجتمع بأحد من علمائها المطلعين والفضلاء المتتبعين حتى نستفيد من ذلك شيئا على اليقين، وهي (أي بلاد الأحساء) مدينة كبيرة عظيمة من أكبر مدن الإسلام القديمة وهي هجر (بفتح الهاء والجيم على وزن صفر) تغلبيا كما عرفت فيما تقدم ذكره وينسب إليه رشيد الهجري (رض) الذي هو من خواص أصحاب أمير المؤمنين (ع) وسيد المسلمين ومن حملة أسراره كما سمعت من كلام صاحب (الروضات) وغيره والله أعلم بالصواب.
وهذه المدينة تقارب جزيرة أوال أو تزيد ذات الأترج والنخيل والأرز والقطن وتمرها أجود تمر يوجد وإن شاركتها الأولتان في أكثر الأوصاف المذكورة وزادتا عليها حسنا واستقرارا بمجاورة البحر وهذه بلاد برية يتكلف أهلها في أسفارهم ونقل غلاتهم وبلوغ أوكارهم بسبب البر ومهامه الوعر وغارات الأعراب والنهب والاستلاب فكثيرا ما يقع في طريقها نهب الأموال وقتل