أيضا للحديث معه فلما كان ذات ليلة سألت أبا الهيجاء أن يجري ذكري عند سليمان بن الحسن ويسأله في إطلاقي فأجابني إلى ذلك ومضى إلى أبي طاهر في تلك الليلة على رسمه وعاد من عنده ولم يأتني وكان من عادته أن يغشاني ورفيقي في كل ليلة عند عودته من عند سليمان فتسكن نفوسنا ويعرفنا بأخبار الدنيا فلما لم يعاودنا في تلك الليلة مع سؤالي إياه الخطاب في أمري استوحشت لذلك فصرت إليه في منزله المرسوم له وكان أبو الهيجاء مبرزا في دينه مخلصا في ولاية ساداته عليهم السلام متوفرا على إخوانه فلما وقع طرفه علي بكى بكاءا شديدا وقال:
والله يا أبا العباس لقد تمنيت أني مرضت سنة ولم أجر ذكرك قلت ولم؟ قال:
لأني لما ذكرتك له اشتد غضبه وغيظه وحلف بالذي يحلف بمثله ليأمرن بضرب رقبتك غدا عند طلوع الشمس ولقد اجتهدت والله في إزالة ما عنده بكل حيلة وأوردت عليه كل لطيفة وهو مصر على قوله وأعاد يمينه بما خبرتك به قال:
ثم جعل أبو الهيجاء يطيب نفسي وقال: يا أخي لو لا أنني ظننت أن لك وصية أو حالا تحتاج إلى ذكرها لطويت عنك ما أطلعتك عليه من ذلك وسترتك ما أخبرتك به عنه ومع هذا فثق بالله تعالى وارجع فيما يهمك من هذه الحالة الغليظة إليه تعالى فإنه جل ذكره يجير ولا يجار عليه وتوجه إلى الله تعالى بالعدة والذخيرة للشدائد والأمور العظيمة بحق محمد وعلي وآلهما الأئمة الهادين المهديين صلوات الله عليهم أجمعين قال: أبو العباس فانصرفت إلى موضعي الذي أنزلت فيه في حالة عظيمة من اليأس من الحياة واستشعار الهلكة فاغتسلت ولبست ثيابا جعلتها كفني وأقبلت على القبلة فجعلت أصلي وأناجي ربي وأعترف له بذنوبي وأتوب منها ذنبا ذنبا وتوجهت إلى الله تعالى بمحمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين