ووزير الخلافة.. كما مضى الكلام على أوله في ترجمة بلاد القطيف وما فعل الخبيث بالحجر الأسود ونقله إياه إليها وما صدر من الأراجيف فنقول وبالله الثقة والمأمول:
لما أسر أبو الهيجاء بن حمدان وكان من رؤساء الشيعة المخلصين ومن ذكرناهم من وزير الخلافة والتغلبي فأما وزير الخلافة والتغلبي فبقيا في الحبس في هجر مدة مديدة حتى بذل في فكهما مال كثير ووصل إليه فخلي سبيلهما وأما أبو الهيجا فولع به وأحبه لفضله وأدبه وكماله فكان لا يفارقه في وقت العشاء والغداء والمسامرة ومن جملة المأسورين عنده المحبوسين أبو العباس بن كشمرد من الرؤساء وله إذ كان في حبسه قصة عجيبة فيها كرامات علوية وفضائل حيدرية لا بأس بإيرادها لما فيها من النفع العظيم والخير الجسيم.
ذكر السيد الجليل النبيل ذو الكرامات رضي الدين السيد علي بن طاووس الحلي قدس الله نفسه وطهر رمسه في كتاب (مصباح الزائر) والشيخ التقي الشيخ إبراهيم الكفعمي العاملي " قدس سره " في كتاب " الجنة الواقية " المعروف بالمصباح بتغاير يسير في الألفاظ وطريق آخر غير طريق السيد ابن طاووس ونحن نذكر كلام الأول أولا ثم نشير إلى كلام الثاني أخيرا.
قال السيد المذكور في الكتاب المزبور عن محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني قال سمعت أبا العباس بن كشمرد في داره ببغداد وسأله شيخنا أبو علي أن يذكر لنا حاله إذ كان عند الهجري بالأحساء فحدثنا أبو العباس أنه كان ممن أسر بالهيبة مع أبي الهيجاء بن حمدان، قال وكان أبو طاهر سليمان بن الحسن القرمطي مكرما لأبي الهيجاء برأيه وكان يستدعيه إلى طعامه فيأكل معه ويستدعيه بالليل