الحمد لله الذي زين السماء الدنيا بمصابيح الدين وثبت قواعد الأحكام بأطواد شرائع الإسلام للمسلمين والصلاة والسلام على نبيه محمد وآله النبي المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وخلفائه العالمين صلاة تتعاقب بتعاقب السنين وتدوم بدوام الدنيا والدين.
أما بعد فقد عرض للداعي آناء الليل وأطراف النهار والمقر بالعبودية بصريح الاقرار بعض المسائل العلمية والجزئيات الفقهية فأحب تحقيق الحكم الشرعي فيها على التفصيل وبسط الجواب مع تحقيق جزئياتها بإيراد الدليل حسبما ظهر لشيخنا الأعظم ودستورنا الأقوم الأستاذ الحقيقي والمعلم النبضي التحقيقي من غير اكتفاء بنقل أقاويل الأصحاب والخلاف لأن ذلك لا يجزي عند ذوي الإنصاف بل المسؤول عن الجواب المأمول بيان ما هو لشيخنا المختار ليستفيد السائل ويهتدي المحتار وهي مسائل.
(الأولى): رجل عين وصيا لوصاياه ولم يعلمه حتى مات فهل يجب على الوصي القيام بها أم له الاختيار في القبول والرد ولو علم الوصي بذلك قبل موت الموصي ورد الوصية ولم يقبلها ثم عاد الموصي بعد ذلك لتعيينه لذلك مرة أخرى ولم يعلمه به حتى مات فهل حكمه هذا كالأول أم البطلان لرده السابق ولو غير الوصية بزيادة أو نقصان أو غير ذلك وعينه لما غيره ولم يعلمه أيضا حتى مات فهل هو كالأول أو كالثاني؟
(الثانية) لو عين موص وصاياه في عقار معين أو غيره وزادت الوصايا على الثلث وأجاز الوارث الوصية ثم بعد الإجازة ادعى أنه جاهل بما أجاز فيه جهالة روية أو القيمة هل تقبل منه هذه الدعوى بعد الإجازة ويتعقبها من بعد