مال الله أبو الفلفل القطيفي من التوبي (قرية من قراها) كان رحمه الله تعالى من الشعراء المجيدين المكثرين في مراثي الحسين (ع) وأصحاب الحسين سلام الله عليهم أجمعين وله يد قوية في العلم إلا أن الشعر غلبه انتقل من القطيف للعراق وجاور جده الحسين سيد الشهداء وإمام السعداء (ع) حتى مات فيها كان رحمه الله تعالى كثير الرقة وإراقة الدموع على مصاب جده الحسين الشهيد المفجوع الذي يحق لكل مؤمن أن يسكب عليه عوض الدموع دما، ولا يتهنى بلذيذ الطعام وبارد الماء ويجعل العمر كله عليه مأتما فلقد بكته الأفلاك والأملاك والأرض والسماء والجن والإنس والصامتات والجامدات والثابتات وما نما.
ونقل الشيخ علي الحمامكي قارئ النجف الأشرف وكان من الأخيار قال حدثني العلامة الأفخر الشيخ جعفر الشوشتري وكان الشيخ جعفر المذكور من أفاضل العصر ونواميس الدهر وكان زائرا للإمام الرضا عليه السلام وفيها توفي قال الشيخ جعفر: حدثني السيد محمد أبو الفلفل القطيفي قال: رأيت في الطيف ليلة من الليالي كأني جئت إلى غدير ماء يجري وعلى حافته امرأة جالسة عليها آثار الهيبة والعظمة وهي تئن وتبكي وبيدها قميص أحمر تغسله في ذلك الغدير وهي تردد هذا البيت بأنين وبكاء وزفير:
وكيف يطوف القلب مني ببهجة * ومهجة قلبي بالطفوف غريب؟
قال السيد محمد فدنوت منها وسلمت عليها وقلت لها من أنت وما هذا القميص فقالت أما تعرفني أنا جدتك (فاطمة الزهراء - ع) وهذا القميص قميص ولدي الحسين (ع) لا أفارقه أبدا، أو ما هو بمعناه فانتبه السيد المذكور وعمل قصيدة جيدة على الحسين (ع) وضمنها هذا البيت عن لسان فاطمة الزهراء صلوات الله