أهل الثروة والرغبة العظيمة في اقتناء الكتب النفيسة وقلما يوجد كتاب في طرفنا إلا وعليه تملكه وقد كان بيت الصنديد جماعة كثيرة من السادة الموسويين أصحاب إباء وغيرة في الدين، وجرى لهم مع عسكر السلطان الذين في القطيف وكانوا يعرفون بالمغاربة والظاهر إنهم من أهل مصر وكانت القطيف والأحساء من قديم الزمان ملكا لملك الروم وإنما يتغلب عليها بعض الأعراب والوهابية أو غيرهما غفلة أو إرضاء من المأمورية ولبعد الشقة في ذلك الزمان ولعدم ضبط الممالك كالآن قضية عظيمة فقتل أولئك السادة المذكورون أكثر العسكر الذين هم الحاضرون وبعد مدة تتبعوا هذا العسكر فقتلوا منهم جماعة في الطرق والأسواق وهم غازون فلما سمع بذلك حاكم صنعاء اليمن وكان زيديا قام في طلب ثأرهم لاعتقاده إمامتهم لأن الإمام عندهم كل فاطمي قام بالسيف فهو إمام وكاتب السلطان بما جرى وأنه ثائر بثأرهم فأرسل إليه ديات عدد من قتل منهم فأرسل جماعة من جهته بالديات لورثتهم فلما وصلوا القطيف اختفى بقية من سلم منهم خوفا من العاقبة بعد ولم يقبض أحد منهم شيئا من الديات خوفا وتقية فأخذ تلك الديات جماعة من السادة من غير ذلك البيت بأنهم منهم وربما أخذ بعضها غير سادة وتسموا بالسيادة وهكذا ذكر جماعة من العلماء الثقات عن الماضين الثبات وهذا السيد من أفاضلهم عالم عامل له مسائل جيدة اثنى عشر مسألة أرسلها إلى العالم الفاضل الشيخ عبد الله ابن الشيخ علي بن أحمد البلادي البحراني من مشائخ (صاحب الحدائق) فأجابه عنها وله أيضا مسألة مستقلة في الرضاع سأله وأجابه الجميع عندنا ولا بأس بإيرادها وجوابها لما فيها من كثرة الفوائد والعوائد ومذاكرة العلماء الأماجد لأن كتابنا هذا جامع نفيس ومستطرف أنيس، قال السيد محمد المذكور:
(٣٣٧)