مالهما سبعة آلاف دينار ولم يأخذا من الحاج شيئا ومن أعظمها الغارة الكبرى على الحاج في مكة المشرفة وقد أرسل الخليفة (الناصر العباسي) عسكرا عظيما لحراسة الحاج ومكة عن (أبي طاهر القرمطي) وكانوا عشرين أميرا وكل أمير على ألف فارس وكان أمير الأمراء جميعا الملك أبو الهيجاء (ابن حمدان) ملك الموصل ومعه ألف فارس من بني تغلب وألف فارس من بني شيبان فكان الجميع من العساكر اثنين وعشرين ألف فارس فرهقهم (أبو طاهر القرمطي قاتله الله وأخزاه) يوم التروية ومعه ألف فارس فحين التقاهم جعل أبو الهيجاء لجيشه ميمنة وميسرة وجلس هو مع الفين من تغلب وشيبان قلبا وكذلك الخبيث أبو طاهر سليمان ابن حسن القرمطي جعل له ميمنة وميسرة وقلبا فقامت الحرب على ساق وحمل بعضهم فانهزمت ميمنة أبي الهيجاء، وهزم أبو الهيجاء عسكر القرمطي فحين نظر أبو الهيجاء ومن معه في القلب الهزيمة من ميمنتهم تداركهم فتلاحق الفريقان فاقتتلوا قتالا شديدا وغلب القرمطي جيش أبي الهيجاء وأسره وأشراف قومه من تغلب وشيبان وأسر أيضا عبد الله بن حمدان التغلبي ووزير الخلافة فأقاموا عنده أسراء في هجر " وهي الأحساء من البحرين " وسيأتي الكلام على بقية الكلام في المأسورين عنده في ترجمة الأحساء إن شاء الله تعالى فقتل العسكر المذكور والحاج ونهب الأموال وقتل الحاج وأهل مكة قتلا ذريعا وأظهر الكفر والإلحاد في أشعاره.
ونقل أنه لم يستبق إلا أهل الصناعات وساقهم إلى الأحساء وحمل من الأموال الجليلة اثنين وثمانين ألف جمل وحمل الحجر الأسود والميزاب معه وأتى بهما إلى بلاد القطيف وبني فيها بيتا سماه " الكعبة " ووضعه فيه وقال إصرف الحج إليه